بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، رحمه الله، فقد الوطن نجما من عقد أبناء المؤسس الكبير لهذه البلاد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، خدم هذه الدولة ووطنه في القطاع العسكري قرابة 30 عاما، كنائب سابق لوزير الدفاع والطيران، وكان لسنوات طويلة، يعرف بالعضد الأيمن للأمير سلطان، رحمهما الله جميعا. فهما بمثابة شركاء في مسؤولية كبيرة لواحدة من أهم الوزارات السيادية، ويعتمد عليها بعد الله في حماية الوطن، وكان بحق أحد أهم مسؤوليها إبان أزمة الخليج وحرب الكويت في فترة حكم الراحل الملك فهد رحمه الله، وفي الحرب مع الحوثيين بفترة حكم الملك عبدالله، رحمه الله. يدين جميع أبناء هذا الوطن لولاة الأمر من أبناء المؤسس الراحل بالولاء والعرفان، ويقدرون دورهم الوطني في المحافظة على وحدة بلادنا، والوقوف على أمنها، وحراسة حدودها من يد كل عابث وطامع، والراحل الأمير عبدالرحمن، واحد من رجالات الوطن، والذي تحمل مسؤوليته في الدفاع عن بلده، وأمن كل من يعيش على أراضيه في أوقات مهمة من تاريخ وطننا المجيد، ويقدر له العسكريون تحديدا قربه منهم، في جميع الظروف، وفي أوقات الشدائد على وجه الخصوص. عرف في فترة توليه منصبه الكبير في وزارة الدفاع، بقضاء ايام الأعياد بالقرب من رجالات القوات المسلحة وجنودها المخلصين، وناقلا لهم تحيات وتقدير ملوك المملكة لدور كل رجل من أفراد وضباط في خدمة وطنهم، ومشجعا لهم على التحلي بأخلاق الرجال الاوفياء لأمتهم في كل الظروف، وأثبتت مثل هذه المواقف تلاحم قيادتنا مع كل فرد ينتسب للقوات المسلحة في جميع مناطق بلادنا الواسعة من شمالها لجنوبها، ومن شرقها لغربها، وانعكس أثرها الإيجابي بشكل عملي في الأوقات العصيبة. فكل منصف يشهد للجندي السعودي على إقدامه وتضحيته من أجل حماية أرض الحرمين الشريفين، والمواقف في ذلك كثيرة، ولا مجال لحصرها. الدور القيادي للأمير الراحل، ولكل إخوانه وابنائهم ممن عمل في وزارتي الدفاع والداخلية، ينعكس بروح معنوية على من يعمل بالقرب منهم، وتحت قيادتهم وإمرتهم، فهم جنود مطيعون لهم في كل ما يخدم الدين والوطن، ويوفر الحماية والأمن لبلاد مقدسة، وهي مقصد المسلمين من جميع اقطاب المعمورة. الكثير، ممن كان قريبا من الأمير عبدالرحمن، تقبله بواسع رحمته وعظيم مغفرته، يثني على حسن تعامله مع الجميع، وحب كل من حوله له، وقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان حريصا على القرب من شقيقه الأمير عبد الرحمن وخاصة في أيام مرضه في الشهور الأخيرة، حيث كان يتعهده بالزيارة والسؤال الدائم عنه اثناء تنويمه بالمشفى او في اوقات وجوده بالمنزل، ويتبادل معه ذكريات الاخوة المشتركة. رحل الأمير عبدالرحمن للقاء وجه ربه، وسيجد الدعوات من محبيه، ومن كل أبناء الوطن المخلصين لقيادتهم، والمعروفين بارتباطهم بهم في السراء والضراء. سطور من حياة الراحل * ولد عام 1350ه(1931) تلقى تعليمه بالمملكة، ثم تلقى تعليما عسكريا في الولاياتالمتحدة الأميركية حيث حصل على دبلوم الاكاديمية العسكرية في كاليفورنيا، كذلك حصل درجة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا. * عين نائبا لوزير الدفاع بموجب الأمر الملكي أ/10 وتاريخ 16/01/1403 (02/11/1983) واستمر في منصبه حتى أعفي بناء على طلبه في 09/12/1432ه (05/11/2011م) * في تاريخ 28/01/1405 الموافق 23-11-1984 رعى مناورات درع الجزيرة - 2 وقد منح لجميع المشاركين بالتمرين نوط درع الجزيرة – 2. * في تاريخ 27/10/1405 الموافق 16/07/1985 دشن الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز رحمه الله أولى طائرات البوينج الجديدة 747/300 الطائرة هدية جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله للخطوط السعودية وهو بذلك يحيي الذكرى الاربعين لقيام المغفور له الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه باهداء اول طائرة للخطوط السعودية. * في تاريخ 27/06/1405ه الموافق 18-03-1985م زار سموه فرنسا بدعوة من وزير الدفاع الفرنسي شارل ارنو وتفقد الفرقاطة السعودية (المدينة) في القاعدة الجوية بديجون وطولون التي اشترتها المملكة في اطار برنامج سواري. * قام بالعديد من الزيارات الرسمية الخارجية ومنها: زيارة للعراق عام 1985م وزيارة سورية 1988م وزيارة الكويت 1990م * رأس وفد المملكة في الاجتماع الرابع عشر لوزراء الدفاع بدول مجلس التعاون الخليجي في 1995م * توفي رحمه الله في 19/10/ه1438 الموافق 14/07/2017م الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز ويرافقه الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز خلال زيارة موقع المسجد النبوي عام 1952م الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود 10 - 1411ه الأمير عبدالرحمن خلال زيارته الوحدات المشاركة في العرض العسكري بالمنطقة الجنوبية الأمير عبدالرحمن خلال حديثه مع أحد المرضى بمستشفى القوات المسلحة في منى الفقيد في حفل تخريج دفعة من ضباط البحرية في المنطقة الغربية 25- شعبان 1406ه