عندما يتمكن الاحترام الوافر من ضخ طاقته في تفاصيل الحياة فإن السلاسة والانسيابية والمرونة تشكل عناوين أخّاذة تستمد الحكمة من محطة العقل الكبير ليتسع الحيّز كلما أتاحت المشاعر تمرير هذا الزخم الجميل من مأثر الإخلاص، وترجمتها الأقوال والأعمال واقعاً على الأرض. هذا الكم الوافر من الاحترام سر التحام السعوديين بعضهم ببعض إذ يتمكن الهدوء المطرز ببعد النظر والرؤية السديدة ليظلل العلاقة بسمو النفس وطيب السجايا ونبل الذات، التعاطي مع هذه المآثر القيمة على هذ النسق ووفق هذه الصيغة يجسد مرحلة التماسك والترابط بين أبناء الوطن الواحد. سلسلة متماسكة ومعتصمة بحبل الله المتين حيث التوافق المؤطر لحال القوة المعنوية التي بالتأكيد لم تكن وليدة اليوم، بل إرث تعلمناه من الآباء كما تعلموه من الأجداد لتترجم الخبرة المتراكمة مستوى الثقة وتشكل اللبنة الرئيسة لتوفير الأجواء المستقرة والآمنة، .يخطئ كثيراً من يعتقد بأن المجتمع السعودي يسهل اختراقه أو إضعاف وحدته حيث الأبعاد الثقافية المتجانسة والبنية المتفاعلة مع وحدة الصف والأهداف النبيلة، إلى ذلك فدون اختراق سور الاحترام الصلب الذي يحيط أبناءه خرط القتاد حيث مكارم الأخلاق تقودهم إلى خيري الدنيا والآخرة، هذه البنية الناضجة فكرياً تحدوها الطموحات إلى البناء والإعمار، في حين أنها رسالة عميقة وخالدة يحفها النبل من كل جانب، الإنسان السعودي يبقى بحول الله وقوته صامداً كالطود صلباً شامخاً مزهواً بوطنيته فخوراً بعقيدته قوياً بطاعته لربه لا تتجاوزه الفطنة ولا تجانبه الحكمة.. كما هو دأب آباءه وأجداده.. ليسمو في العلا باراً لا عاقاً.. يصل ولا يقطع.. يوفي ولا يجحد...ترابط القلوب في مجتمع محافظ حباه الله هذه النعم، وأسبغ على شعبه خصالاً نبيلة تعد مفخرة الأمم، أصالة تأبى الانحناء والرجوع حينما يكون التقدم مساراً واضح المعالم ترسمه البسمة التي في القلوب ليترجمه الإخلاص ويجسده الشعور الجميل بأن هذا ديدن ثقافة الشعوب الراقية عبر تمسكها بأساليب التعايش الحضارية حيث الحكمة المتناهية في إدراك أن عزة الشعوب تكمن في مكارم أخلاقها العالية الرفيعة. إذ يتميز أبناء الوطن في المحافظة على القيم، ويتجسد ذلك من خلال سلوك أبنائه وتصرفاتهم إزاء كل من يقيم على هذه الأرض الطيبة واحة بديعة يظللها الاحترام والوئام في ظل قيادة حكيمة لا تألو جهداً في تحقيق التطلعات وتحرص أشد الحرص أيدها الله على بناء الإنسان فكراً وأخلاقاً وثقافة ووعياً معرفياً في كل وقت ومكان.