لم تكن الجريمة الأخيرة التي استشهد فيها رجل أمن وأصيب ستة من زملائه صباح أمس الأول في حي المسورة بمحافظة القطيف إلا حلقة من سلسلة متواصلة للأعمال الإرهابية التي يرتكبها المطلوبون أمنياً في هذا الحي الغارق بالمنازل المهجورة التي يستغلونها للاختباء فيها وحماية أنشطتهم الإجرامية من ترويج للمخدرات والخمور والاتجار بالأسلحة. وفي التفاصيل، صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه عند الساعة العاشرة من صباح أمس الأول الخميس، تعرضت دورية أمن لاعتداء إرهابي أثناء أداء مهامها لحفظ الأمن، بحي المسورة في محافظة القطيف، بواسطة مقذوف متفجر. وأضاف أن هذا الاعتداء أسفر عن استشهاد العريف عبدالله تريكي التركي، تغمده الله بواسع رحمته وتقبله في الشهداء، وإصابة ستة من رجال الأمن، وتم نقلهم إلى المستشفى، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية باشرت التحقيق في الجريمة الإرهابية التي لا تزال محل المتابعة الأمنية. شقيق الشهيد ل«الرياض»: اتصل بي قبيل وفاته.. واستقبلنا التهاني في شهيد الوطن إرهاب المسورة يتواصل وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من حادثة مماثلة استهدفت دورية أمنية في ذات الحي، واستشهد فيها رجل أمن وأصيب ثلاثة آخرون. وفي شهر مايو هاجمت عناصر إرهابية موقع مشروع تطوير حي المسورة، وأطلقوا النار بكثافة وعشوائية على المارة وعابري السبيل ورجال الأمن، ما أسفر عن استشهاد طفل ومقيم وإصابة عشرة أشخاص بينهم امرأة وطفلان. ويحاول المطلوبون أمنياً من وراء اعتداءاتهم المتواصلة إعاقة مشروع تطوير «حي المسورة»، حيث ينطلقون من منازله المهجورة للسطو المسلح على المناطق السكنية الآمنة وسرقة المواطنين والمقيمين والاعتداء عليهم. ورغم جرائمهم المتكررة، أظهرت وزارة الداخلية عزمها وإصرارها على القيام بواجباتها ومهامها وفرض النظام العام في موقع المشروع التطويري بما يكفل استمرار الأعمال القائمة في حي المسورة كما هو مخطط لها «تنموياً». وأكد المتحدث الأمني غير مرة أن هؤلاء الإرهابيين لن يتمكنوا من إعاقة الأعمال التطويرية بمثل تلك العمليات الإرهابية التي لا يراد منها إلا الدمار والخراب وترويع الآمنين من قبل أيادي العمالة والخيانة التي ارتضت أن تكون أداة طيعة لتنفيذ أجندات خارجية تسعى للإضرار بأمن الوطن ومقدراته والمواطنين والمقيمين على أراضيه. خمسة شهداء و26 مصاباً بينهم 18 رجل أمن .. حصيلة إرهاب المسورة عيون الأحساء تزف الشهيد إلى ذلك، قال سلطان التركي، شقيق الشهيد عبدالله، ل»الرياض»، إن الشهيد عبدالله هو أصغر إخوته الأربعة، وزفته مدينة العيون بالأحساء إلى مثواه الأخير في مقبرة الطليلة، مؤكداً بأن الوالد استقبل التهاني في شهيد الوطن وابن الوطن البار عبدالله -رحمه الله-. وبين شقيق الشهيد أن آخر اتصال كان مع شقيقه مساء الأربعاء قبيل استشهاده بساعات، وتحدثا في أمور كثيرة وكأنه يعلم بقرب وفاته، مشيراً إلى أن الشهيد كان يذهب للعمل من مدينة العيون إلى مقر عمله في الدمام، رافضاً نقل زوجته إلى مدينة الدمام، وكان يطمح لامتلاك منزل إلا أن القدر كان أسرع. خمسة شهداء و26 مصاباً هذا، وقد بلغ عدد شهداء الواجب في حي المسورة في العوامية بمحافظة القطيف خمسة عناصر، استُهدفوا أثناء تأديتهم عملهم في حفظ الأمن وتسهيل الأعمال التطويرية للحي التي تقوم به أمانة المنطقة الشرقية، جميعهم يعملون في قوات الطوارئ الخاصة، وهم: الجندي أول وليد الشيباني، العريف عبدالعزيز التركي، الرائد طارق العلاقي، والوكيل رقيب عادل العتيبي، والعريف عبدالله التركي، الذي استُشهد صباح أمس (الخميس). ذلك بالإضافة إلى إصابة نحو 26 شخصًا، بينهم 18 عنصرًا أمنيًّا، تم استهدافهم بأسلحة نارية ومقذوفات متفجرة في محافظة القطيف من قبل إرهابيين، يتم دعمهم وتمويلهم لضرب استقرار ووحدة الوطن، وتأجيج الفتنة داخليًّا من قبل دول خارجية إرهابية. ويقع حي المسورة في الجهة الشمالية الشرقية من بلدة العوامية، وهو أحد أقدم أحياء البلدة، وتصل مساحته إلى 120 ألف م2، ويتكون الحي من منازل آيلة للسقوط وقديم، ويقطنه ما يفوق الألف شخص، حياتهم معرضة للخطر نتيجة استغلال الحي من قِبل ضعاف النفوس للجرائم الإرهابية، خاصة أنه مكان خصب غير آمن للمواطنين والمواطنات. مشروع تطوير الحي واعتبر مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، أن مشروع تطوير حي المسورة بالعوامية في محافظة القطيف يعد أحد أهم المشروعات التنموية بالمحافظة، حيث تم وضع عدد من الرؤى والمقترحات الهامة للمرحلة الأولى للمشروع، بعد انتهاء كافة أعمال الإزالة التي بدأت مؤخراً، وفق الدراسات والمخططات التي وضعتها الأمانة في تطوير وسط العوامية، والتي لقيت ترحيباً كبيراً من أهالي العوامية بشكل خاص ومحافظة القطيف بشكل عام، لما له من انعكاسات إيجابية من الناحية التنموية والتطويرية. ويتضمن المشروع، إنشاء سوق النفع العام، ومحلات تجارية ذات طابع تراثي، إضافة إلى المنطقة الأثرية، وأيضا إنشاء مركز ثقافي، ومكتبة عامة، وصالة رياضية، وكافتيريات ومطاعم، وقاعات مناسبات رجال ونساء، إضافة إلى إنشاء مجمع تجاري، ومبانٍ استثمارية، ونادٍ نسائي، وكذلك إنشاء رياض الأطفال، وعدد من مواقف انتظار السيارات بطاقة استيعابية تصل إلى 610 مواقف. وأكد الصفيان أنه تم إصدار كافة الشيكات لجميع الملاك في حي المسورة بعد إنهاء جميع إجراءات التثمين قبل البدء بأعمال الإزالة بفترة طويلة، كما تم التنسيق مسبقاً مع وزارة العدل لتقديم كافة التسهيلات وتذليل كافة المعوقات التي تواجه ملاك العقار بمنطقة وسط العوامية، وتسهيل جميع إجراءات صرف التعويضات للملاك. وكيل محافظة الأحساء يعزي وفي شأن متصل، نقل وكيل محافظة الأحساء معاذ بن إبراهيم الجعفري، تعازي صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومحافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي، لذوي الشهيد عبدالله بن تركي التركي، أحد منسوبي قوة الطوارئ الخاصة بالمنطقة الشرقية، والذي استشهد الخميس، بعد تعرضه لمقذوف أثناء أداء عمله من قبل عناصر إرهابية بحي المسورة بمحافظة القطيف، سائلاً سموه الله تعالي أن يسكنه فسيح جناته، وأن يتقبله من الشهداء، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وقال وكيل محافظة الأحساء لأسرة الشهيد التركي بعد أدائه صلاة الجنازة على الشهيد بعد مغرب يوم الخميس في جامع عمر بن الخطاب بمدينة العيون، بأن الشهيد استشهد وهو يؤدي واجبه بكل أمانة وإخلاص مقبلا غير مدبر، وعزاؤنا جميعاً أنه استشهد في ميدان العز والشرف، معتبراً بأن ما حدث من اعتداء إجرامي لا يقره عقل ولا دين، وسيقف أبناء هذا الوطن صفاً واحداً مع قيادتهم الرشيدة في وجه كل من يحاول النيل من أمن واستقرار هذا الوطن الغالي من أيدي الخبث والخيانة. الشهيد عبدالله تريكي التركي الجرائم الإرهابية لن تعيق الأعمال التطويرية