أدى هجوم إرهابي شنه مجهولون على دورية أمنية في حي المسورة بالقطيف، صباح أمس (الثلثاء)، إلى استشهاد احد العناصر الأمنية من قوات الطوارئ الخاصة، وإصابة ثلاثة من زملائه بعد استهدافهم بمقذوف متفجر اثناء وجودهم في موقع مشروع تطوير المسورة، لتأمين موقع المشروع والعاملين فيه من مقاولين تابعين لأمانة المنطقة الشرقية. وأوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي استشهاد رجل الأمن الوكيل رقيب عادل العتيبي، وإصابة ثلاثة من زملائه إثر تعرض دورية أمن لاعتداء إرهابي بحي المسورة، وأكد أن الجهات الأمنية باشرت التحقيق في الجريمة الإرهابية التي لا تزال محل المتابعة الأمنية. من جهة ثانية، أكدت مصادر مطلعة ل«الحياة»، قيام الجهات الأمنية بتوقيف عدد من الأشخاص المتهمين والمرتبطين بالأحداث التي تشهدها بلدة العوامية وحي المسورة تحديداً، وذلك قبل وقوع الحادثة التي شهدها حي المسورة صباح أمس، الا انه لم يتم تحديد قائمة الأشخاص الذين تم توقيفهم قبل وقوع الحادثة. وباستشهاد الوكيل رقيب عادل العتيبي من قوات الطوارئ الخاصة، ارتفع عدد شهداء الواجب، والموجودين لتأمين تطوير حي المسورة الى أربعة شهداء من العناصر الأمنية وجميعهم يعملون في قوات الطوارئ الخاصة، وهم الجندي اول وليد الشيباني، والعريف عبدالعزيز التركي، والرائد طارق العلاقي، والوكيل رقيب عادل العتيبي، والذي استشهد صباح أمس، اضافة الى إصابة نحو 20 شخصاً بينهم 12 عنصراً امنياً تم استهدافهم بأسلحة نارية، ومقذوفات متفجرة في محافظة القطيف. وتواصل امانة المنطقة الشرقية استكمال المرحلة الاولى من تطوير حي المسورة في بلدة العوامية بمحافظة القطيف، وسط حماية أمنية، بعد تعرض الاليات والمعدات التابعة لأمانة الشرقية لإطلاق أعيرة نارية من جانب عدد من الإرهابيين الذين اتخذوا من الحي ملجأ لهم، ومقتل عدد منهم اثناء اعتراضهم لاعمال التطوير، وذلك بعد البدء في اعمال الإزالة. وجاءت المرحلة الاولى لتطوير حي «المسورة»، بعد استكمال إجراءات نزع الملكيات ل 488 عقاراً ، بإجمالي مبالغ تجاوز ال 550 مليون ريال، إذ بدأت اعمال الإزالة، بموجب نظام نزع الملكية للمصلحة العامة، بعد ترسية المشروع للإفادة من الموقع الذي تتجاوز مساحته 188 الف متر مربع، وتقديم خدمات ومرافق تلبي حاجات المجتمع المحلي، وإبراز العناصر الطبيعية، إضافة إلى المحافظة على الهوية العمرانية للمساجد والمباني الأثرية والأبراج والمجالس، وإعادة تأهيل الآبار القديمة وإبرازها ضمن مشروع تطوير المرحلة الأولى بشكل يعكس هوية المنطقة، والتي يمتاز بها الموقع ليكون احد المعالم السياحية في المنطقة، إضافة إلى تفعيل الحركة الاقتصادية بإنشاء أسواق، ومشاريع استثمارية تسهم في تحسين الوضع المعيشي لسكان العوامية، وتوفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن من الشباب من الجنسين. وتتضمن الرؤية العامة للمشروع تحويل منطقة وسط العوامية بعد إزالة المباني المتهالكة منها الى مواقع خدمية واستثمارية، تقدم من خلالها خدمات تنموية متعددة الأغراض لأهالي العوامية بشكل خاص ومحافظة القطيف بشكل عام، إضافة الى المقترحات التي وضعت للمرحلة الاولى للمشروع بعد الإزالة وتشمل، إنشاء سوق النفع العام، ومحال تجارية ذات طابع تراثي، إضافة إلى المنطقة الاثرية، وأيضاً إنشاء مركز ثقافي، ومكتبة عامة، وصالة رياضية، ومجموعة من المطاعم، وقاعات للمناسبات للرجال والنساء، إضافة إلى إنشاء مجمع تجاري، ومبان استثمارية، وناد نسائي، وإنشاء رياض الأطفال، وعدد من مواقف انتظار السيارات بطاقة استيعابية تصل الى 610 موقف. ويعد حي «المسورة» من أقدم أحياء محافظة القطيف وبلدة العوامية، ويضم عدداً من المنازل العشوائية القديمة المتداخلة ضمن أزقة ضيقة لا يتجاوز عرضها المتر ونصف المتر، ما تسبب في تشكيل خطورة على ساكني الحي اضافة الى وجود عدد من المنازل المهجورة والمهدمة، والتي اتخذها عدد من المطلوبين أوكاراً للتخطيط والانطلاق لتنفيذ أعمالهم الإرهابية التي تستهدف رجال الأمن والمواطنين، وشهد الحي مواجهات أمنية بعد تحصن عدد من الأرهابيين في مبانيه، ما جعله نقطة انطلاق لعملياتهم الإرهابية.