لم يكن غريباً الإعلان الكندي عن حكم قضائي يلزم إيران بدفع غرامة قدرها مليار و700 ألف دولار تعويضاً لضحايا الإرهاب ضد مواطنين أميركيين.. بل الغريب أن مثل هذا الأمر تأخر كثيراً في منظومة السجل الإجرامي لهذه الدولة المارقة التي ما فتئت منذ قيامها آخر السبعينات الميلادية من القرن الماضي وهي تدعم الإرهاب وتمارسه. الأمر الإيراني أصبح لا يطاق حد أن العالم لا بد أن يتخذ قراراً حازماً تجاه دولة تعبث بحياة الآخرين.. لم يسلم منها من هو في الشرق أو الغرب.. ولنا أن نتخيل أن إرهابها قد بلغ كل النقاط البعيدة عنها على أرض المعمورة فغير أميركا ودول الشرق الآسيوي والشرق الأوسط فقد بلغ الأرجنتين في واحدة من أكبر العمليات الإرهابية تمً على مبنى الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية (آميا). وقد وقع في بوينس آيرس في 18 يوليو 1994، وأسفر عن مقتل 85 شخصاً وإصابة المئات بجروح. ولنا أن نتخيل أن هذه الدولة المارقة لم تدخل في بلد إلا عاثت فيه فساداً وبأهله تناحراً واقتتالاً.. ولن نتجنى عليها في ذلك فالأمثلة قائمة وملموسة وأمام الأعيان كما فعلت في لبنان واليمن والعراق وسوريا وما زالت خططها قائمة للفساد والإفساد.. ولنا أن ندرك أنه منذ قيامها قد بلغت جرائمها عدداً تجاوز المئات من العمليات التي عنوانها الرئيس التدمير والقتل. الأجندة الإرهابية الإيرانية لم تترك ميثاقاً واتفاقية إلا اخترقتها، ويكفي أنها البلد الوحيد في التاريخ الذي لم يرعوِ عن البعثات الدبلوماسية التي تتواجد على أرضها فقد اقتحمت وأحرقت وقتلت الآمنين المعاهدين.. إيران التي تمتلك سجلاً إجرامياً كبيراً تفتخر به في إطار منظومتها التشريعية.. تقوم بذلك كفعل ينص عليه دستورها من خلال ثورتها التي تريد تعميمها وهذه السياسة الصفوية الإيرانية ارتكزت في الأساس على ما ورد في مقدمة الدستور الإيراني، ووصية الخميني، التي تقوم عليها السياسة الخارجية الإيرانية وهو مبدأ تصدير الثورة، في انتهاك سافر لسيادة الدول وتدخل في شؤونها الداخلية تحت مسمى "نصرة الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها"، لتقوم بتجنيد المليشيات في العراقولبنان وسوريا واليمن والتصدير من خلالها إلى دول كثيرة في العالم، ودعمها المستمر للإرهاب من توفير ملاذات آمنة له على أراضيها، وزرع الخلايا الإرهابية في عدد من الدول العربية، بل والضلوع في التفجيرات الإرهابية التي ذهب ضحيتها العديد من الأرواح البريئة، واغتيال المعارضين في الخارج، وانتهاكاتها المستمرة للبعثات الدبلوماسية، بل ومطاردة الدبلوماسيين الأجانب حول العالم بالاغتيالات أو محاولتها. ورغم ضخامة الأجندة الإيرانية الفاسدة المنتشرة حول العالم إلا أنها بكل أسف تستخدم الآخرين لتنفيذها كما هم العرب المنقادون لها كقطيع لا يدرك إلى أين يُقاد.. ومهمتها فقط التخطيط والإشراف والتمويل.. أما الأغبياء المستخدمون فالثمن عادة أرواحهم.. ولو قرأنا التاريخ لوجدنا أن أعمالها الدنيئة قد تمت عبر منتمين لطائفتها من دول عربية كلبنانوالعراق وبعض دول الخليج.. وجعلت لهم مرجعية داخلية في بلدانهم تنتمي مالاً وفكراً وتوجيهاً إلى قياداتهم في إيران، ليمتد إرهابها إلى معظم دول العالم ولم تكتف بذلك بل بلغت الأماكن المقدسة لتغتال كثيراً من الأبرياء هناك جراء حقدها وولعها بالإضرار بالآخرين. الأجندة الإرهابية الإيرانية لم تترك ميثاقاً واتفاقية إلا اخترقتها، ويكفي أنها البلد الوحيد في التاريخ الذي لم يرعوِ عن البعثات الدبلوماسية التي تتواجد على أرضها فقد اقتحمت وأحرقت وقتلت الآمنين المعاهدين فعلت ذلك مع سفارة الولاياتالمتحدة بإحراقها وقتل بعض منسوبيها، ومع سفارة بريطانيا والسعودية وحاصرت سفارات أخرى كثيرة من قبل الرعاع وحرسها الثوري.. وتجاوز الأمر إلى تفجير السفارة الأميركية في بيروت 1982 ناهيك عن الاعتداءات على سفارات فرنسا وأميركا وبريطانيا في دول كثيرة من بينها الكويت. الإرهاب عقيدة إيرانية كشفت الأحداث الأخيرة ومن خلال إيرانيون رسميون أنها راسخة لن يتم التنازل عنها، ويسعى الملالي فيها لتثبيتها وتصديرها، وأن هذه الدولة المارقة مستمرة فيها وبدعمها وبتوجيه معظم أموالها لتنفيذها، ولعل التصريح الأخير "قبل أيام" من قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أكد انتقاده تدخل الحرس الثوري في اقتصاد إيران، خلال كلمة له الأسبوع الماضي ومشدداً على أن "الاقتصاد أصبح تحت رحمة دولة العسكر، ومن ثم رد قائد فيلق القدس والمسؤول عن العبث والإرهاب في الدول العربية قاسم سليماني على الرئيس روحاني وبلغة التهديد وبكل وقاحة إنه "لا يحق لأحد أن يضعف الحرس الثوري أو يتعرض له بالهجوم".. "وهو ما أثبت للعيان أن مهمة الرئيس في إيران صورية.. لا أكثر والأمر بيد خامنئي ومساعديه والحرس الثوري". الأمر في إيران بات شديد الوضوح من حيث زعزعة الأمن واستقرار العالم.. وأن استمرار قادة الشر من الصفويين الدمويين على رأسها سيزيد من أوجاع العالم بصفة عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة.. لذا فلا بد من أن تكون هناك نهاية لهذا المد الصفوي الذي عانت منه أميركا كما البحرينوالأرجنتين وألمانيا.. لا بد من وقفة حاسمة يقضى فيها على هذا الشر ودعم الشعب الإيراني الذي سُرق قوته وسلبت حريته لأجل تفعيل أجندات لم يجنِ منها إلا الخراب والفقر واتفاق العالم على نبذه لسوء قادته.