قال الأمير تركي_الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، في كلمته التي ألقاها في مؤتمر المعارضة الإيرانية المنعقد في باريس يوم السبت الماضي (1 يوليو) إن «الحكومة الإيرانية أكبر راعٍ للإرهاب» في العالم. والامير تركي ليس اول من يؤكد دعم إيران للإرهاب بل يكاد يكون شبه إجماع بأن إيران داعمة وممولة للإرهاب في العالم، بل إن البعض ذهب أبعد من ذلك في أن الارهاب يعتبر أحد أدوات السياسة الخارجية الإيرانية. وهذا الكلام ليس كلاما مرسلا أو وجهة نظر بل إن هناك شواهد كثيرة ومثبتة ولا يمكن إنكارها او الالتفاف عليها. وكما يقول الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد «الحقائق أشياء عنيدة». وهي بالفعل عنيدة لأنه لا يمكن الالتفاف حول الحقائق. وسوف أسرد بعض هذه الحقائق في مجموعة من النقاط: الأمر الأول: تأسيس حزب الله في لبنان، فسفراء إيران في سوريا علي محتشمي ومحمد حسن أختري كانا وراء تأسيس حزب الله في مطلع الثمانينات في محاولة منهم لتصدير الثورة. فكما يؤكد ذلك محمد حسن اختري السفير الإيراني السابق في دمشق، بأن«حزب الله وحماس والجهاد أبناء شرعيون للثورة الإيرانية». فهذا الحزب المصنف إرهابيا بسبب أنشطته الارهابية في المنطقة والعالم، من عديد من الدول على رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية، وبريطانيا وفرنسا وكندا والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول، لا تزال إيران تدعمه لوجستيا وتموله بأكثر من 200 مليون دولار سنويا. الأمر الثاني: دبلوماسية اقتحام السفارات. فمنذ أزمة رهائن السفارة الأمريكية في طهران قبل 36 عاما وانتهاء باقتحام مبنى السفارة السعودية وقنصليتها في إيران في 2016، شهدت هذه العقود الأربعة سجلا حافلا بالاعتداءات على عدة سفارات وبعثات دبلوماسية أجنبية في إيران. فمنها على سبيل المثال الهجوم على السفارة السعودية عام 1987 ومحاولة إحراق السفارة الفرنسية في 2006 واقتحام السفارة البريطانية في عام 2011، وغيرها من السفارات العربية والغربية. وكل هذا في انتهاك واضح وصريح لجميع الأعراف والمواثيق الدولية ولاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، والتي تكفل حماية وأمن البعثات الدبلوماسية وأفرادها. الأمر الثالث: خلق ودعم المليشيات الطائفية، يقول محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني «إن هذا الحرس جهز أكثر من (200) ألف شاب بالسلاح في اليمن، والعراق، وسورية، وأفغانستان، وباكستان». فكما فعلت ايران في لبنان حاولت أن تنقل التجربة إلى كافة دول المنطقة فمن الحشد الشعبي في العراق مرورا بدعم الحوثي باليمن مرورا بعشرات المليشيات التي تقاتل في سوريا وأفغانستان وغيرها من الدول. وبحسب تصريح حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، أن «إيران تسيطر فعلا على أربع عواصم عربية. وكما يؤكد ذلك أيضا ما قاله الجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، بأن «المسؤولين في إيران لم يكونوا يتوقعون هذا الانتشار السريع ل (الثورة الإسلامية) خارج الحدود لتمتد من العراق إلى سورياولبنان وفلسطين والبحرين واليمن وأفغانستان». الأمر الرابع: دعم تنظيم القاعدة، تقول كاثرين باور، المستشارة السابقة حول شؤون إيران في مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، أن «علاقة إيران بالقاعدة نشأت قبل أحداث 11 سبتمبر حيث كانت بمثابة المحطة لحركة تنقل عناصر القاعدة ونقل الأموال وتقديم التسهيلات للتنظيم بنقل المقاتلين والأموال من شمال آسيا إلى سوريا وإلى منطقة الخليج بهدف تسهيل أنشطة خلايا القاعدة». وأضافت: إن إيران لا تزال متورطة «في تقديم تسهيلات لتنظيم القاعدة بانتقال عناصره من إيران إلى مناطق مختلفة، إضافة إلى استضافة عدد من قياداته في طهران». وعندما حدثت تفجيرات الرياض في عام 2003 كان الذي أعطى إشارة التنفيذ أحد زعماء القاعدة في إيران وهو سيف العدل، قائد عمليات القاعدة (وفق تسجيلات هاتفية موثقة) كما يؤكد ذلك عادل الجبير وزير الخارجية السعودي.