أكد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أن المباحثات مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل أمس في مقر فرع وزارة الخارجية بجدة، كانت مثمرة وبناءة، حيث تطرقت إلى موضوعات عدة حول التعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين. وقال الجبير خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب الاجتماع الثنائي المطول: "اتفقنا على أهمية وقف قطر لدعم تمويل الإرهاب، ووقف دعم التطرف، ووقف بث الكراهية والتدخل في شؤون دول الجوار". وعبر عن تطلع المملكة والإمارات والبحرين ومصر أن يكون رد الأشقاء في قطر على مطالب الدول الأربع إيجابياً لكي نستطيع أن نصل لحل لهذه الأزمة. وأضاف الجبير: "أكدت لوزير الخارجية الألماني حرص الدول الأربع على بناء أفضل العلاقات مع أشقائنا في قطر، وأن الهدف من وضع الإجراءات التي تم اتخاذها تغيير في سياسات قطر التي نعتبر أنها تسيء لقطر ودول المنطقة وللعالم، ونتطلع إلى استلام هذا الرد ودراسته بدقة ومن ثم اتخاذ الموقف المناسب تجاهه". برلين معجبة بالسياسة الجديدة للمملكة ورؤية 2030 الطموحة واستطرد أن المباحثات ناقشت العلاقات الثنائية بين البلدين، التي نعتبرها علاقات مميزة وإستراتيجية، مؤكداً أن ألمانيا من أهم شركاء المملكة التجاريين في العالم، ودولة تلعب دوراً إيجابياً في شؤون المنطقة ولها أصدقاء كثر في المنطقة، ونعتبرها من أهم الدول فيما يتعلق في تحقيق رؤية 2030 من حيث التقنية ومن حيث القدرات الموجودة بها. وأردف الجبير أن المباحثات شملت عدداً من الموضوعات وكيفية تكثيف العلاقة بين البلدين، إلى جانب موضوعات المنطقة ابتداءً بالقضية الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي، وكيفية إيجاد حل عادل وشامل لهذا الخلاف مبني على أساس قرارات الأممالمتحدة ومبادرة السلام العربية، إضافة إلى بحث الأوضاع في سورية والعراق، والأوضاع في اليمن، وآخر التطورات فيما يتعلق بالأوضاع مع دولة قطر. بدوره، قال غابرييل: "إن الاجتماع امتد إلى ثلاث ساعات، وناقشنا الكثير من الموضوعات، نحن كألمان ننظر بإعجاب واحترام للسياسة الجديدة في المملكة، ورؤية 2030، ونرى أنها طموحة جداً، فصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لديه مهام كبيرة جداً فيما يخص الإصلاح والانفتاح وتعزيز الإمكانات الاقتصادية ومواكبة التغيرات الثقافية، ونحن ننظر إلى ذلك بفرح كبير واهتمام، ونرى أنه بالإمكان تعزيز العلاقات الجيدة جداً بيننا في المستقبل". وأكد على دعم جهود دولة الكويت في الوساطة الخليجية والوصول إلى حلّ يركز على العلاقات الجيدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، لضمان استقرار المنطقة بشكل عام من الإرهاب وتمويله، لافتاً إلى العلاقات التاريخية بين المملكة وألمانيا التي تعمل وفق مصالح البلدين. وتابع: "تحدثنا عن الأزمة القطرية، والحل الأفضل لإنهائها هو الاتفاق على إنهاء أي دعم للإرهاب". وأشار إلى نجاح المباحثات التي تمت فيما يخص الأوضاع في اليمن، ووحدة العراق، والأوضاع في سورية، والوضع في الخليج ومجابهة الإرهاب والجهات المتطرفة، ويجب أن ننجح على أن ينتهي الإرهاب في المنطقة، والعمل على استقرار أمن الخليج والمنطقة. وفي سؤال عن مشاركة دولة قطر في إيواء الإرهابيين الذين يعملون من قطر وبث خطاب التحريض والكراهية، قال الجبير: توصلنا لاتفاقيات سابقة في الرياض والتزمت بها قطر، وحققت بعض التقدم في هذا الالتزام، لكنه ليس بالتقدم الكافي الذي يصل لدرجة الإرضاء، وحصلت تطورات كثيرة منذ 2014 بتدخلات الدوحة في شؤون دول الجوار وإيواء ممولي الإرهاب الذين يعملون من قطر، إضافة إلى خطاب الكراهية من قناة الجزيرة وغيرها، نحن نقول: إن ذلك لم يعد مقبولاً، ونريد منها أن تتبنى السياسات التي لا تروج للإرهاب والتطرف والكراهية وألا يقوموا بإيواء ممولي الإرهاب، أغلب النقاط المدرجة تعود إلى اتفاق الرياض 2014 لا جديد فيها. ولفت إلى أن ألمانيا لم تغير موقفها من موضوع دولة قطر، وسيكون اجتماع الدول العربية والخليجية تجاه قطر يوم الأربعاء، وستدرس الدول الأربع المطالب وتتخذ الموقف اللازم. فيما رد الوزير الألماني بالقول: "أنا مطمئن جداً.. المطالب تركز على إنهاء تمويل الإرهاب والتطرف وهذه نقطة مهمة، ونحن ندعمها في أوروبا أيضاً، واتضح لنا أن أي منها لا يمس السيادة القطرية، وهو ما أكدنا عليه سابقاً". وحضر المباحثات وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير د. عادل مرداد، ومدير عام مكتب وزير الخارجية السفير خالد العنقري، فيما حضره من الجانب الألماني سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة ديتر فالتر هالر، والوفد المرافق لوزير الخارجية الألماني.