استعانت مندوبة أميركا في الأممالمتحدة نيكي هايلي هذا الأسبوع بحكاية العقرب الذي طلب من الضفدع أن يحمله عبر النهر لكي لا يغرق وتعهد له بأن لا يلدغه ولكن العقرب لم يفِ بوعده ولدغ الضفدع، هذه الحكاية قالتها المندوبة لتفسر عدم الثقة في طهران والشك في التزامها بتنفيذ الاتفاق النووي. وسوف أستعين بقصة الأسد الجريح والثعلب الماكر لوصف الحالة القطريةالإيرانية، وتقول القصة: أن هناك "أسد جريح" وموته محتوم ومر بالقرب منه ثعلب وطلب منه الأسد علاجه ووعده بعدة وعود ولكن بعد تشافي "الأسد الجريح" كان هذا "الثعلب" أول ضحاياه. خلال هذا الشهر تم الإعلان عن إفلاس خمسة بنوك إيرانية وأقفلت أبوابها أمام عملائها كما كان هناك بنوك أخرى تستقبل عملاءها ولكن لا يتوفر فيها نقد مما تسبب في تجمهر وصدام بين الشرطة والمواطنيين وظهرت عدة "مقاطع فيديو" في وسائل التواصل الاجتماعي من داخل إيران، كما لا يخفى على الكثير ضعف الاقتصاد الإيراني وقرب انهياره. قطر اتجهت فوراً بعد قرار المقاطعة إلى إيران وكانت الفرصة الاقتصادية الذهبية لإيران، فنظام طهران لا يرى قطر سوى كعكة، وأعلنت فوراً دعمها لقطر وفتح الأجواء أمام طائراتها وخصصت الموانئ الإيرانية لمساعدة قطر وأرسلت طائرات وسفن مليئة بالمواد الغذائية الإيرانية سئية الصيت، وفي نفس السياق قال محمد لاهوتي رئيس اتحاد التجارة في إيران: أن الأزمة الأخيرة مع قطر أتاحت فرصة ثمينة للاقتصاد الإيراني وهناك سوق واعد يتجاوز حجمه "خمسة" مليارات دولار أمامنا ولذا ينبغي علينا التحرك بشكل سريع لاقتناص هذه الفرصة وكذلك ظهر تقرير اقتصادي نشر في وكالة تسنيم للأنباء التابعة من الحرس الثوري بعنوان " قطر.. كنز لإيران". الكل يعرف أطماع إيران في الخليج العربي وقطر جزء من هذا الخليج بغض النظر عن العلاقات والاتفاقيات السرية بين قطر ونظام طهران فيما يخص حقل "غاز الشمال" المشترك بينهم وملف تنظيم القاعدة وكذلك سياسة قناة الجزيرة الإعلامية فيما يخص الشعوب غير الفارسية وتحديداً "الأحواز المحتلة"، وكذلك الأحداث الداخلية الساخنة وهي القناة الخليجية الوحيدة التي لا زالت تعمل في إيران وهي القناة التي تتغير بتغير مزاج السياسة القطرية، وكذلك دعت قطر سنة 2007م الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لحضور القمة الخليجية، كما صوتت قطر في يونيو 2006م ضد القرار 1696 الخاص بالبرنامج النووي الإيراني في جلسة مجلس الأمن، وكانت قطر الوحيدة التي صوتت ضد القرار بين 15 عضو دولي. يبدو أن الشعب القطري لا يتابع الإعلام الإيراني ولا الإعلام العربي المدعوم من إيران الذي يسيئ يومياً لقطر قيادة وشعباً وسأذكر شواهد خطيرة ففي تقرير لوكالة أنباء فارس الإيرانية جاء فيه: "يعتقد الإيرانيون أن أكثر من 10% من سكان قطرإيرانيين ومن المذهب الشيعي والأخطر وفي نفس الوكالة نشرت تقرير في 16 أبريل 2012م ادعت به: أن قطر كانت تابعة للدولة الفارسية حتى وصول المستعمر البريطاني للخليج. وأخيراً مهما اشتدت الخلافات فإن إيران خيار كارثي ليس فقط على قطر وشعبها، وإنما على الخليج العربي بأكمله وأتمنى من الشعب القطري رفض هذا التقارب حتى وإن تم الترويج له من خلال إعلاميين قطريين، وحسابات قطرية تسوق لكم بأن نظام إيران أقرب لهم من أشقائكم في الخليج العربي!! قطر ترتكب خطأ كبيراً بانفتاحها على النظام الإيراني نكاية بمقاطعة دول الخليج. فهي تدمر نفسها بنفسها. فكل الدول التي تواجدت بها إيران اقتصادياً ثم ثقافياً هي الآن تحت الاحتلال الإيراني فملالي إيران لا تطأ أقدامهم أرضاً وإلا وجعلوها خراباً.