في الزخم التاريخي للأدب والثقافة وسائر الفنون المعرفية، يبدو السجل ثقيلاً بالمواد الأدبية التي دونت في مصادر ومراجع كالأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وأدب الكاتب لابن قتيبة، والبيان والتبيين للجاحظ، والكامل في اللغة والأدب للمبرد، الأمر الذي يضيء مساحة الأدب للمتلقي بالتنوير الثقافي والتعريف الأدبي والتثقيف المعرفي، إذ إن هذا يشكل زخماً تاريخياً في سجل الإنسانية والمجتمع الدولي قديماً وحديثاً، والمطلب في ضوء المشهد هو التأصيل الفكري للأدب والزخم التفعيلي لإنتاج الأدب بشتى صنوفه ومختلف فنونه وكافة موارده المعرفية وثقافات أمته المتنوعة لغوياً وأدبياً ومادياً، كما أن الفنون العامة البادية في التقاليد الاجتماعية تعد من صنوف الأدب وطرحه المعرفي لأن ذلك هو الذي يدل على طبيعة كل مجتمع إنساني ونشاطه الأدبي من خلال الحركة الفنية والإنشاد الشعري والمماويل الفنية والأدبية. وكثير هم المدونون للأعمال الأدبية والشعرية في تاريخ أدبنا العربي، وقديماً كالأصمعي وابن سلام الجمحي والمرزباني. وحديثاً كمحمود شاكر وعبد السلام هارون. وهناك رموز أدبية وعباقرة مثقفون في عصرنا تميز أكثرهم بالكتابة والنقاش ونقد الأعمال الأدبية والثقافية كالعقاد وطه حسين. كما أن عصرنا قد تخرج فيه شعراء كأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، والرصافي، والزهاوي، والشاعر القروي، وسعيد عقل، وحمزة شحاتة، وأبي القاسم الشابي، وعمر أبي ريشة، وثمة مفكرون أدباء كتوفيق الحكيم، وروائيون قصاصون كنجيب محفوظ والطيب صالح، ومع كبر هؤلاء قيمةً وقامات إلا أن الأدب بابه مفتوح، وكم ترك الأول للآخر ّّّّ!! فاستطاع أديب وباحث كبير كشوقي ضيف أن يؤرخ لتاريخ الأدب العربي في أكثر من عشرة أجزاء وكذلك فعل د. عمر فروخ، وجورج زيدان، والرافعي والدسوقي.. إلخ. وهو تاريخ شمولي وتحليل أدبي موسع وتعبير سردي، وهذا سوى البحوث والدراسات النثرية والدواوين الشعرية والمختارات من الأدب شعراً ونثراً. وبهذا التصور الإنساني للأدب والتوجه الفني له يبدو أجمل ما يكون حينما يقوم كاتبه وينتج أدباً وجدانياً رائعاً بكل المعاني والقيم والعناصر والأهداف التي تُجمّل فكر الأديب وخلقه، وقيم شعوره وفكره!.