لا شيء جديد في الحياة.. وليس هناك شيء أمسكت به اليوم.. وجعلك سعيداً.. لم يحدث أمراً خارقاً يجعلك تضحك بسعادة.. ولم تتحصل على ما تحلم به وتلامسه.. وبالتالي انغمست في السعادة.. أنت سعيد.. هذا جيد، أنت سعيد، هذا إيجابي.. ومشجع بأن تقضي لحظات خاصة بك مليئة بإحساس السعادة..! رابع أيام العيد وبينما كنت أقلب في القنوات التليفزيونية وجدت مسرحية عادل إمام شاهد ماشفش حاجة.. ورغم أنني شاهدتها عشرات المرات كغيري وحفظت الحوار كاملاً إلا أنني وجدت نفسي منسجمة وسعيدة وأضحك كما لم أضحك من قبل.. أكملت المسرحية كاملة.. وشعرت ببهجة غريبة تسري داخلي.. غير مخطط لها رغم أنني كنت شبه مكتئبة.. أقصد إكتئاب لحظوي.. وانغلاق داخلي لكن بعد أن شاهدت عادل إمام لامست سعادة خاصة نقتصها فجأة.. من لاشيء وبدون تحضير أو بحث عنها.. ضحكت من أعماقي.. وكأنني أفتح خزانة أسرار السعداء.. الذين يضحكون بصوت عال.. ويتواصلون مع السعادة وجه لوجه..! لا نحتاج أن نستعد من أجل أن نسعد.. فالسعادة لحظات هلامية أحياناً رغم بذاخة الإحساس بها.. وأحياناً تجدها أمامك دون تحضير.. فضحكة طفل واحتضانك له سعادة فارهة.. وإسعادك لشخص لاتعرفه سعادة خيالية.. وابتسامة أحدهم في وجهك دون سابق معرفة سعادة تكسر حاجز الضيق لو كنت تعيشه لحظتها.. هذه التفاصيل الصغيرة هي روح السعادة التي تصل إلينا وتحتوينا دون أن نبحث عنها.. خاصة أنّ متعتها تزداد عندما تكون في حاجة لها..! ومع ذلك يتساءل البعض بغرابة لماذا فلان سعيد؟ وهو لا يملك مفاتيح السعادة؟ كيف يضحك ويعيش لحظات تضج بالحياة وليس حوله شيء مما نعتقد أنه يدفعه للسعادة؟ يقال إن السعادة لها أسرارها التي تكمن في أبسط أمور الحياة ومع ذلك تظل السعادة لغزاً يحاول الباحثون فكه دائماً وبعد دراسات تم رصد أهم مواصفات السعداء.. حيث توصلوا إلى أن 60٪ من مشاعر السعادة تحددها الجينات والبيئة المحيطة بنا في حين يحدد الإنسان بنفسه مدى سعادته بنسبة لاتتجاوز40٪.. ولكن ماهي مواصفات السعداء؟ أولاً: السعادة معدية؛ فبعد دراسة لمدة 20 عاماً على سكان مدينة أمريكية خلصت الدراسة إلى أن الشخص المحاط بأشخاص سعداء في حياته تزيد فرص سعادته في المستقبل ولذلك يتحرك السعداء في محيط من يتشابهون معهم.. ثانياً: الابتسامة في مكانها لفكرة تخطر ببالك أو ذكرى تزيد الشعور بالسعادة..! ثالثاً: لا لليأس.. حيث ترتبط السعادة بقدرة الإنسان على التعامل مع الفشل والإحباط..! رابعاً: محاولة تحفيز مشاعر السعادة.. فالسعادة تبدأ بمحاولة الوصول إليها..! خامساً: التركيز على الجوانب الإيجابية..! ثم إن السعادة تكمن في التفاصيل فالاستمتاع بآيس كريم او ضحكة طفل أبرز مصادر السعادة.. وأيضاً مساعدة الغير وحب الفضفضة.. وإجادة الإنصات فمن يعرف كيف يسمع يفتح مداركه للمزيد من العلم والمعرفة ويعزز من ثقته بنفسه..! ورغم كل ماتوصل إليه العلماء وحدد مسببات السعادة تظل السعادة لغزاً.. وتفاصيلها تختلف من شخص إلى آخر.. ومع ذلك السعادة تكمن في التفاصيل الصغيرة غير المرئية ومن تقديرك لنفسك..!!