هناك أشخاص تميزهم (الأصوات) التي يطلقونها (أثناء الضحك)، فلو كنت تبعد عنهم (100 قدم) كما تُطالب سيارات (نقل الوقود) خوفاً من (الانفجار) ستعرفهم من صوت (القهقهة) التي اشتهروا بها..!. أنا هنا أتحدث عن (الضحكة الحقيقة) التي تأتي تعبيراً عن التأثر بحدث أو انعكاساً للحالة المزاجية والنفسية، وليس عن تلك (الضحكات المُصطنعة) التي تعج بها أجوائنا للأسف الشديد، إما لمجرد (التسليك) أو مجارات الحديث، والتي لو سألت مطلقها على ماذا كنت (تضحك) لوجدت أنه لا يعلم، فقد يكون يضحك على نفسه بتوهم (الضحك)، أو أنه يحاول (الضحك عليك) بمعنى (الكذب عليك) بتصنع الضحك ..؟!. علم الضحك (عالم كبير) ومتسع، وله مفاهيم عديدة يختلف حولها المتخصصين أكثر مما يتفقون، رغم أنها في نهاية المطاف (ضحكة) سيطلقها صاحبها والسلام، ولكن معانيها ودلالاتها كبيرة جداً، كما سيتضح..!. أحد (أخصائي النفس) قال لي ذات مرة : لتتعرف على حالتك المزاجية ونفسيتك في بداية اليوم حاول أن تكتب (ضحكتك) بالحروف في (ورقة خارجية) ثم عاود كتابتها في نهاية اليوم (مرة أخرى)، لتشاهد الفرق وتقرر إذ ما كان (نهارك سعيداً) أم لا..؟! فمرة ستكتبها (هههههه)، ومرة أخرى (هه هه هه)، وثالثه ستكون (هههههههاي) ورابعة (ككككككك) وهكذا.. ومنذ ذلك الحين وأنا أتجنب (الضحك كتابة)، والإبقاء على بعض الضحكات (الصوتية) الرزينة التي قد تساعد على البقاء في مزاج معتدل..!. يتهاون البعض (بطريقة ضحكهم) خصوصاً وأن الأمر يعكس شخصياتهم كما قال عالم النفس الفرنسي (جوزيف مسنجر) الذي كشف في إحدى دراساته بأن الحركات المصاحبة للضحك تكشف (شخصية الإنسان) : فمثلاً من يضحك وهو يضع (يده على فمه) هذا دليل (خجل) ومن يقوم بهذه (الحركة) غير قادر على اتخاذ القرار، وفي حاجة لاستشارة من حوله..!. بينما من يضحك وهو (مغلق الفم) وجسمه يهتز ويرتعش (داخلياً) وكأن به صدمات (كهربائية) !! فهذا دليل ضعف في الشخصية، وعدم القدرة على المواجهة .. وكل هذا بحسب دراسة (صاحبنا) طبعاً !!. ومن يضحك (بصوت مرتفع) محدثاً ضوضاء، فهذا دليل على عدم الأمان وبعض الشراسة في صاحب هذه الضحكة..!. المشكلة أن الدراسة تقول : أن من يضحك و ( رأسه ما يل) على كتفه، فهو شخص عاطفي يتصرف بحسب ( رغبات قلبه) أكثر، أما من يضحك ويرمي (رأسه للوراء) فهو شخص مناضل ومكافح ...!. وفي نهاية المطاف من يضحك ويضع (يديه على عينيه وحاجبيه) فهو شخص مضطرب، لا يشعر بالراحة أو السعادة إنما يضحك مجبراً ..؟!. وكم تمنيت أن (جوزيف) وصف لنا (حال وشخصية) من يضحك وهو (مطأطأ رأسه للأسفل) وعيناه (تغرقها الدموع) بسبب ما يرآه على شاشات الفضائيات، ويسمعه من أخبار العرب اليوم الذين حملوا (رؤوسهم بأيديهم)، معتقداً أنه يضحك وهو في الحقيقية (يجهش بالبكاء) الصامت..!. وعلى دروب الخير نلتقي.