انتقد مختص عمارة المساجد في المملكة، واصفاً إياها بالتقليدية ومنخفضة الكفاءة، وطالب بمراجعة سريعة لواقع عمارة المساجد والاستفادة من تجارب الدول الإسلامية الرائدة في العمارة الحديثة، مثل ماليزيا وبعض دول الخليج. وقال المستشار معماري م. سلطان فادن: إن عدم فوز أي مسجد أو جامع بالسعودية ضمن جوائز عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد في دورته الأخيرة المخصصة لمنطقة الخليج العربي، يحتاج وقفة مراجعة من المعماريين وأصحاب العلاقة. ودعا م. فادن للاستفادة من التجارب العالمية في عمارة المساجد الخضراء التي تضمن استدامة الموارد، وترفع كفاءة الاستخدام، وتعنى بالجوانب الجمالية، حيث إن المسجد عالي الكفاءة أصبح أهم حتى من المسجد المفرط في جماليته، مؤكداً أن التصميم يهذب كثيراً من السلوكيات لمستخدمي المسجد. ونوه إلى أن افتقاد أسس المباني الخضراء في عمارة المساجد لا يتواءم مع رؤية المملكة التي تحتم تغيير المشروعات الجديدة وتعديل مباني المساجد القائمة، وطال انتقاده آلية التنفيذ الإدارية التي يتم بها تعميد مصممي ومنفذي عمارة المساجد، التي يراها لا تخرج عن الاجتهادات، والاعتماد على التبرعات، وإغفال متطلبات أساسية مثل حسن اختيار المواقع ورفع كفاءة استخدام الطاقة، وترشيد المياه والاستفادة من العوامل الطبيعية، إضافة إلى الاهتمام بوجود مسطحات خضراء أو ما يعرف بتسيير المواقع. مديرالشؤون الإسلامية: مشروعاتنا المقبلة بمنطقة مكة ستحيي مفهوم «المسجد صديق البيئة» وزاد بأن أهم مراحل العمارة هو التصميم الذي من خلاله يمكن مراعة كل متطلبات المباني الخضراء، وبالتالي تنفيذ حلول تقلل من الاستهلاك الجائر في الطاقة مثل تقسيم المسجد إلى مساحات تتناسب وعدد المصلين بحواجز زجاجية تضمن تشغيل المكيفات والإضاءة بما يتناسب والمساحة المخصصة، وتتم الاستفادة من المياه، وأيضاً الاهتمام الشامل بكل ما يتعلق بعملية دورة المياه الملحقة بالمساجد، دون إهمال وسائل الوصول الشامل الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان سهولة تنقلهم من وإلى المسجد وإلى مرافقه، وكذلك توفير المواقف الكافية، وتأمين عبور المشاة للمسجد. من جانبه قال الشيخ علي العبدلي مدير الشؤون الإسلامية والأوقاف في منطقة مكةالمكرمة، إن مشروعات فرع الوزارة في المرحلة القادمة تضمنت إحياء مفهوم "المسجد صديق البيئة" وذلك من خلال ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية وبشكل خاص لأجهزة التكييف التي سعت فيها الوزارة مبكراً لترشيد استخدامها حفاظاً عليها وترشيداً في استخدام الضروري منها وذلك بعمل فواصل زجاجية تفصل ما بين المساحة المخصصة للصلوات اليومية وصلاة الجمعة داخل المسجد، وفي ما يتعلق بالاستفادة من الإنارة الطبيعية خلال فترة النهار فقد تم مراعاة ذلك في التصاميم التي تم تنفيذها مؤخراً بحيث تم زيادة المسطحات الزجاجية لجوانب المسجد غير المواجهة لاتجاه القبلة لدخول الضوء وتم عمل كاسرات للشمس واستخدام الزجاج الملون في بعض الأحيان. وقال إن المختصين في فرع الوزارة حالياً يعملون مع وخبراء ومتخصصين في مجال الاستفادة من الطاقة الشمسية ولديهم شراكات مع شركات متخصصة في هذا المجال وذلك لعمل الدراسات اللازمة لتوظيف استخدام الطاقة الشمسية في مبنى المسجد ومرافقه، وتضمنت المشروعات الجديدة أيضاً الإفادة من المياه الصفراء وذلك بعد معالجتها بأحدث الوسائل والتقنيات الحديثة في هذا المجال وإعادة استخدامها في أعمال النظافة وري المسطحات الخضراء المحيطة بالمسجد وعبر صناديق الطرد في دورات المياه. م. سلطان فادن الشيخ علي العبدلي