يشرّفني باسمي شخصياً ونيابةً عن سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية، أن أتقدم للمملكة قيادة وشعباً، والمسلمين الصينيين في المملكة؛ بأصدق التهاني وأطيب التمنيات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. إن رمضان شهر المباركة والسعادة في الإسلام، ويقوم فيه المسلمون الصينيون البالغ عددهم أكثر من 20 مليوناً، بالصيام والصلاة وأركان الإسلام الأخرى، كما يفعله المسلمون في باقي العالم. فعلى سبيل المثال، في بكين عاصمة الصين، يكون حي تمركز المسلمين المشهور - شارع البقرة - جاهزاً للإفطار عند غروب الشمس، حيث يمتلئ مسجد الشارع الذي يمتد تاريخه إلى أكثر من ألف سنة، بجموع غفيرة من المسلمين، ويتردد صوت الأذان بكل جنبات الحي، وتُفرش الطرقات بموائد الإفطار المليئة بالأكلات والبطيخ والشاي والعصير وغيرها من المشروبات والفواكه المنعشة لاستقبال الصائمين. ورغم أن الصين قد تختلف عن السعودية من حيث محتويات الإفطار، غير أن البلدين يشتركان في دعوة الأخلاق الإسلامية المتمثلة في السلام والتسامح والوطنية والوسطية والمحبة. توليت منصب السفير الصيني لدى المملكة وأتيت هنا عشية شهر رمضان العام الماضي، وخلال السنة المنصرمة شهدت العلاقات الصينية - السعودية تطوراً مستمراً برعاية القيادتين وجهود الجانبين المشتركة. وفي شهر أغسطس الماضي، قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بزيارة الصين لعقد الاجتماع الأول للجنة الصينية - السعودية المشتركة رفيعة المستوى في بكين والمشاركة في قمة العشرين التي عقدت بمدينة هانغتشو. وفي شهر مارس هذا العام قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة ناجحة للصين، حيث أجرى مع فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ جلسة محادثة توصَّلا خلالها إلى توافق واسع حول تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتم توقيع 14 وثيقةً للتعاون في مختلف المجالات بشهادتهما، ما يعزز الترابط بين "رؤية 2030" السعودية ومبادرة "الحزام والطريق" الصينية. كما شرّف الملك سلمان والرئيس شي حفل اختتام معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور باسم طرق التجارة في الجزيرة العربية بالمتحف الصيني الوطني. وكذلك حضر الملك سلمان مراسم افتتاح فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، وتم خلال ذلك منح خادم الحرمين الشريفين شهادة الدكتوراه الفخرية. إن الصين والمملكة تحترمان ثقافات بعضهما البعض، وتهتمان بالتبادلات الإنسانية، الأمر الذي يشكّل نموذجاً يحتذى به لقبول الغير والاستفادة المتبادلة بين الثقافات والحضارات المختلفة. وقبل فترة وجيزة، بعثت المملكة وفداً رفيع المستوى للمشاركة في منتدى القمة للتعاون الدولي ل «الحزام والطريق» في مدينة بكين، ما يعكس الاهتمام والدعم من الجانب السعودي للتعاون في إطار المبادرة، وأنا على ثقة بأن التعاون الصيني - السعودي يتمتع بمستقبل مشرق. أجدّد أطيب التهاني بعيد الفطر، متمنياً للجميع موفور الصحة والعافية.. وعاشت الصداقة الصينية - السعودية! * السفير الصيني لدى المملكة