ولا يتوقف المسلمون عن الاحتفال به.. فهو عيدهم وفرحتهم بعد أن منّ الله عليهم بشهر رمضان.. وصيامهم فيه وقيامهم ودعائهم بأن يتقبل الله الصيام والقيام وأن يبلغهم ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ويجعلهم من عتقائه من النار..! العيد حاضر وثابت في مواعيده.. ونحن علينا أن نحمد الله لأننا شهدنا رمضان وتمتعنا بأفضاله.. وفزنا بالعيد.. الذي هو فرحة الصائم.. ونتيجته المتفوقة بعد إتمام صيامه..! عيد مبارك على الجميع مهما كانت الصور التي حولنا ضبابية أو غير واضحة.. عيد مبارك علينا أن نحتفل به برغم أحزاننا.. وأوجاعنا.. عيد مبارك ليس بالضرورة أن نتسكع في دروبه.. ولكن نكتفي بأن نعيش فرحته.. ونستمتع بأيامه بالصورة التي تعودنا عليه ونحن صغاراً.. الصورة التي شغلتنا داخلها.. بأن العيد هو اللباس الجديد.. وهو المحبة.. والتقارب بين الناس.. ودرء المشاكل.. وفتح صفحات التسامح.. وتطهير الدواخل من البغضاء.. لاتزال ثابتة وواضحة ومعالمها أزهى.. لم تتغير.. فالعيد هو لبس الجديد.. وهو ارتياد ممرات الحب.. وزرع المحبة.. والتآلف بين القلوب.. وتبادل الزيارات.. بين الأهل والأصدقاء.. ورؤية من لم نراهم منذ زمن.. والإحساس بالتخفف من الهموم.. واتساع القدرة على الحب.. وملامسة الصفح...! العيد كما هو، وعلينا أن نحاول أن نبقى داخله مهما كبرنا أو تبدلت دواخلنا، يسعدنا العيد عندما نشاهد الصغار وهم يرتدون الجديد، ويستمتعون بالفرح، والعيدية والهدايا من الأهل، ببساطة الأرض، التي لم نعد نشعر بها..! العيد عيد الأطفال.. العيد هو الفرحة الجميلة.. وهو الصورة المنسوجة بثبات رغم تبدل من حولها واختلافهم... لنفرح ونلامس الفرح.. من المكان الذي نحن فيه.. بفوائض دواخلنا وبطاقاتنا التي لابد أن تحضر بموجب العيد..! عيد الفرح ينعاد عليكم وأنتم بخير عيد الفرح تبادلوا فيه المحبة والتهاني ولكن من القلب وبخصوصية الإحساس.. وليس مشاعر معلبة.. ورسائل مسروقة وروتينية لاتشعر أنها لك أو تخصك أو تصل إليك.. لأن التهاني أصبحت رسالة واحدة جماعية مفرغة من إحساس المرسل إلى من تصل إليه مكتوبة ولكن لاتلامس داخله.. فيرد عليها بنفس الرد المعلب والروتيني والممل...! عيد مبارك ينعاد عليكم وأنتم أجمل وأطيب ومشاعركم أكثر رحابة.. عيد مبارك تفتحوا فيه نوافذ دواخلكم للحب والتصالح مع النفس قبل الآخرين عيد الهنا يطل عليكم يمنحكم الأمان الداخلي والمحبة.. كل عام وأنتم ومن تحبون بخير وعافية وسلام...