كشفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس عن برنامج حكومتها في خطاب ألقته الملكة اليزابيث الثانية أمام البرلمان ركز على العمل الهائل الذي ينتظر البلاد للخروج من الاتحاد الأوروبي وأسقطت منه الإجراءات الاجتماعية التي تثير استياءً شعبياً. وتخلت ماي في الخطاب الذي يعرض سياسة الحكومة للسنتين المقبلتين عن غالبية الإجراءات الاجتماعية التي كانت واردة في البرنامج الانتخابي للمحافظين الذين فقدوا الغالبية المطلقة في البرلمان بنتيجة الانتخابات التشريعية التي جرت في 8 يونيو. وقالت الملكة في خطابها الذي يتضمن الخطوط العريضة لبرنامج ماي: "أولوية حكومتي هي الحصول على أفضل اتفاق ممكن فيما تنسحب البلاد من الاتحاد الأوروبي". فيما ينقسم وزراء ماي حول الاستراتيجية الواجب اعتمادها والأهداف. وبرنامج الخروج من الاتحاد الأوروبي المؤلف من ثمانية مواد من أصل 27 قدمتها الحكومة، هدفه إلغاء مادة في قانون العام 1972 دمجت التشريعات الأوروبية بالقانون البريطاني وخلق قوانين جديدة في مجالات التجارة والهجرة والصيد أو حتى الزراعة. ويرى محللون أن الجدل الذي دار على المستوى الوطني حول الهجرة قبل وبعد إجراء الاستفتاء العام الماضي حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، غذى ارتفاع موجة من العنصرية ضد مواطني الاتحاد الأوروبي والمسلمين واليهود وغيرهم من المجموعات السكانية. وذكر تقرير أعدته مجموعة "أوبينيوم" لاستشارات استطلاعات الرأي العام في أبريل أن اقتراع بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي أدى إلى تراجع معدلات الاندماج وعرقل الحوار حول العلاقات بين الأعراق. ويمكن النظر إلى حادث الهجوم بشاحنة على المصلين بالقرب من مسجد بشمالي لندن الاثنين، على أنه جزء من اتجاه أوسع نطاقاً لجرائم الكراهية ضد المسلمين في العاصمة البريطانية وفي مختلف أنحاء البلاد. وشهدت العاصمة البريطانية زيادة في معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين بعد أن نفذ ثلاثة رجال من الواضح أنهم كانوا مدفوعين بالتطرف، هجوم جسر لندن في الثالث من يونيو الحالي، وأعلنت الشرطة احتجاز نحو 25 شخصاً بتهم تتعلق بجرائم الكراهية خلال الأيام الثلاثة التي أعقبت ذلك الحادث. وحذر صادق خان عمدة لندن بعد مرور بضعة أيام على وقوع هجوم جسر لندن، بأن الشرطة "لن تتسامح مع جرائم الكراهية". ويلاحظ أن ارتفاع موجة الكراهية للمسلمين حدثت في مختلف أنحاء بريطانيا وليس في لندن وحدها. وقالت مصادر الشرطة المحلية إن العدد اليومي الذي تم الإبلاغ عنه لجرائم الكراهية في منطقة مانشستر تضاعف إلى 56 جريمة فور حدوث الهجوم الذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً في ساحة مانشستر في 22 مايو.