الخليج كيانه ومصيره وشعوبه أمام تحديات كبيرة، ومخيفة، وتدخلات دولية تحاول أن تسلب قراره، واستقلاليته، وأخرى خيراته، فضلاً عن جماعات إرهابية متطرفة تسعى إلى شق الصف، وإثارة الرأي العام، وتأزيم المواقف، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية..أساس كل بلاء وفتنة. الأمة الخليجية في أزمة قطر منقسمة، لكنها مدركة وواعية بمصدر المشكلة، وتحديداً حكومة الدوحة الداعمة للإرهاب، وتخشى على عقدها الخليجي أن ينفرط، أو يعيش في صراعات طويلة تفقده توازنه، وحضوره، ومكانته، وإمكاناته، ويخرج منها منهكاً لا يستطيع المواجهة. الخوف على الكيان الخليجي له ما يبرره، وفي الوقت نفسه هناك من يحميه، ويحافظ عليه، ومن ينظر بوجل إلى أزمة قطر على أنها بداية لتفكيك المنظومة الخليجية؛ لم يدرك بعد أن مهمة التطهير لحكومة الدوحة ستجعل هذا الكيان أقوى من السابق. صحيح هناك دول إقليمية مستفيدة من هذه الأزمة، وتحاول أن يكون لها تأثير فيها، أو استثمارها في تحقيق مصالحها الخاصة، وجعل الدوحة مسرحاً لإثارة الرأي العام الخليجي، وتفكيك لحمته، وإشغاله عن قضايا عربية وإسلامية أخرى، فضلاً عن مشروعات تنموية، ولكن كل ذلك التدخل لا يشكّل تهديداً مباشراً، والسبب أن المملكة طرف مهم في الأزمة، وبالتالي أي دولة ستحسب خطواتها وعلاقاتها مع المملكة قبل أن تتخذ أي موقف تصعيدي من الأزمة، وثانياً أن حكومة الدوحة ليست مصدر ثقل مهما بلغ المال السياسي ثروته، والإعلام التحريضي مهمته، ولا يعوّل عليها بعد أن فشلت في مشروع فوضى "الربيع العربي"، وخسرت كل شيء، ولم يبقَ لها سوى الرحيل، وتسليم السلطة إلى إدارة جديدة، أو تنتظر ما هو أسوأ. المهمة ليست سهلة، والأزمة مستمرة، ولن تنتهي إلاّ بعد نفاد جميع الأوراق، أو احتراق بعضها، والوقت ليس في صالح قطر، مهما حاول عزمي بشارة وفريق إدارة الأزمة لديه أن يمددها إلى وقت إضافي بعد استبعاد الحل العسكري لتغيير السلوك أو النظام؛ لأن سقف ما هو مطلوب أكبر من أي وساطة، وخيارات الدول المقاطعة لقطر متعددة، وتمثّل لوحدها قوة أخرى في المواجهة، وتأخذ خطاً تصاعدياً في التوقيت والمضمون لتمريرها، وصولاً إلى الخلاص من تميم ووالده. من أهم تلك الخيارات تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، والمنظمات الإسلامية الأخرى، واستهداف ثروة قطر الغازية بإيجاد بدائل اقتصادية وصناعية في السوق، وملاحقتها قانونياً بتهمة الإرهاب، وتعطيل حلم المونديال العالمي، والحرب الالكترونية التي ستشل قطر، وتترك المواطن القطري يردد:"أرحل يا تميم".