لطالما كانت الرياضة تمثل الوجه الحضاري الجميل لدول العالم، والمتنفس الجماهيري الجاذب لكل الجماهير، والمجال الحاضن للشباب، الذي يسمو بمعاني التنافس الشريف والروح الرياضية، إلا أن الرياضة في قطر ظلت مجرد قناع مزيف، لوجه سياسي قبيح، همه الأول تكوين شخصية سيادية للدولة الصغيرة في مساحتها، لتصدر العالم العربي من بوابة الرياضة، وتعويض شيء من مركبات النقص التي يعاني منها ساسة قطر، وبث سموم التفرقة والأحقاد بين بقية الدول العربية عموماً والخليجية على وجه الخصوص. وجاء برنامج المجلس على قناة الدوري والكأس القطرية كأحد أهم عوامل الإسفاف والابتذال والسخرية الموجهة، التي مارسها القطريون ضد أشقائهم في دول الخليج طيلة نحو 12 عاماً هي عمر البرنامج المشبوه، بمشاركات عفوية من بعض المحللين خصوصاً السعوديين دون إدراك باكر لحبائل المكر والخبث التي تمارس وتوجه عبر البرنامج بطريقة مدروسة، تتنافى مع العفوية الظاهرة على مقدم البرنامج ومعديه ومخرجيه، فشكل برنامج المجلس نموذجاً من نماذج الإثارة الرخيصة واللعب على خطوط التناقضات، فتحول إلى مستودع صغير في جزيرة نائية، لممارسة تصدير البضائع الفاسدة، والمسمومة والمنتهية صلاحيتها، والتي لا تخضع عادة لمعايير صحية أو رقابية حاولت عاصمة الإرهاب "الدوحة" اللعب كثيراً على وتر الرياضة، باستقطاب الشباب الخليجي، للانسياق نحو المواقف القطرية، على حساب دولهم، لضرب النسيج الوطني في دول الخليج، عبر برامج موجهة كان برنامج المجلس يتصدرها، لإحداث البلبلة وإثارة المشكلات الرياضية الصغيرة، عبر الغوص في تفاصيلها وبالأخص في السعودية والإمارات والبحرين ومعها تذكية روح التعصب حتى بين أبناء البلد الواحد، عبر إثارة قضايا الميول ونبش الجدليات العالقة بين الأندية، بهدف خلق المزيد من المصادمات تحت سقف المجلس، لنقلها مباشرة إلى المدرجات ومواقع الجدل الاجتماعية الرياضية. وظهر الوجه القبيح لبرنامج المجلس خلال الانتخابات الآسيوية لعضوية اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي، إذ حولت التنافس بين المرشح القطري محمد بن همام والمرشح البحريني سلمان بن إبراهيم إلى معركة سياسية، بعيداً عن المهنية والطرح الهادف، ووجهت سهام البرنامج بخبث نحو تقزيم الموقف البحريني والكويتي، والغمز واللمز في المرشح البحريني لصالح نظيره القطري. فيما كان ظهور المحلل البحريني والإعلامي المثير للجدل في بلاده فيصل هيات في برنامج المجلس، بعد ذلك في "خليجي 20" مدعاة للاستغراب، من توجه البرنامج بمنح الفرصة لإعلامي يحمل فكراً طائفياً متطرفاً، ويسمي الخليج العربي بالخليج الفارسي، ما اعتبر حينها سقطة أخلاقية للبرنامج المسموم، إذ كان فيصل هيات طرفاً فاعلاً في قضايا طائفية في بلاده، وتم سجنه على إثرها لأكثر من مرة. ولأن برنامج المجلس ظل يسير بلا مهنية أو تقديم ما يثري ذائقة المشاهدين، فقد تحول إلى ساحة تهريج وفواصل غوغائية بين ضيوفه، على مرأى ومسمع من مقدمه خالد جاسم وبقية طاقم البرنامج، فكان تهديد المحلل البحريني حمود سلطان بقطع رأس زميله في المجلس العماني أحمد الرواس علناً في أحد ليالي البرنامج وفي نقل حي أمام المشاهدين، ومحاولتهما الاشتباك بالأيدي في أكثر من مرة، مدعاة لسخرية المتابعين وامتعاضهم من ابتذال البرنامج وأهدافه المشبوهة، في زرع الفتن من خلال الوصول إلى المشادات الساخنة بين ضيوف البرنامج، الذي شهد انسحاب العديد منهم تباعاً اعتراضاً على السياسة التي يدار بها البرنامج المبتذل، إذ لم تتوقف السقطات الأخلاقية للمجلس المشبوه عند التهديد بقطع الرؤوس، أو الألفاظ العنصرية، أو الاسقاطات الممنهجة، بل انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مشهد غير أخلاقي قام به أحد الضيوف المدللين في البرنامج، عندما أشار بيده بحركة مشينة، ما ساهم في غضب المتابعين، والمطالبة بطرده من البرنامج لعدم احترامه المشاهدين. وشكلت الرياضة السعودية في الأعوام الماضية بكل تفاصيلها وقضاياها وهموها، كنزاً هائلاً أمام برنامج المجلس، لتحقيق الشهرة، والانتشار الواسع الذي لم يكن لولا مشاركة كبار النجوم والمدربين والإعلاميين في الكرة السعودية في البرنامج بشهادة "لاعب التمريرات" والظل لبعض الشخصيات القطرية خالد جاسم، قبل أن تتضح النوايا القطرية المدعومة بالإعلام المتقطرن والأقلام المأجورة، التي أخذت على عاتقها الإساءة للمملكة العربية السعودية وطناً وقيادة وشعباً، متناسين الدور السعودي الريادي والداعم للرياضة القطرية، وحسن النوايا التي حضر بها المحللون السعوديون في برنامج المجلس تحديداً، والذي كان يتعمد وضع المجهر على كل شاردة وواردة في الرياضة السعودية، بينما يغض الطرف عن أهم وأبرز القضايا القطرية، التي لا يسمح حتى بالتطرق لها أو منافشتها حتى ولو من باب البحث والنقد البناء، مثل قضية اتهامات ابن همام وبلاتر الشهيرة، وقضية استضافة قطر لمونديال 2022م، والقضية الأكثر جدلاً حتى في الشارع القطري وهي قضية التجنيس، التي يتحجج مقدم البرنامج الموجه خالد جاسم بأنها أمر سيادي، بينما يشرع أبواب الانتقادات أمام أي قضية أخرى لا تخص بلاده. لقد أحسن السعوديون أخيراً وبعد طول بال، وسعة صدر، بحظر قناة الكأس القطرية وبرنامجها المبتذل المجلس، ضمن القنوات القطرية الأخرى، التي تمثل أدواراً إعلامية مزيفة، وهي في حقيقتها أذرع عدائية سياسية خبيثة، هدفها نشر الفتن والقلاقل في الدول الخليجية والعربية، وتقديم الإرهاب الرياضي بصورة وردية قبل أن ينكشف سوادها القاتم. برنامج المجلس انشغل فترة طويلة بالرياضة السعودية وتناسى القضايا القطرية علي القرني