يبدو أن الآلة الإعلامية القطرية قد أسقط في يدها حين سقطت ورقة التوت وبدت للعالم أجمع سوأة النظام القطري المتلون والمتآمر على جيرانه وأشقائه، والمنشق عن لحمة الخليج ووحدته واتحاده، إذ سيطرت بشكل جلي حالة من التخبط والهذيان على هذا الإعلام الذي يسيطر على جل أجنحته وأدواته ومناصبه القيادية وافدون ومرتزقة لا يمتون للخليج وأهله بصلة، ولا يأبهون بمصالحه وصالحه، بقدر ما يأبهون بما يودع في حساباتهم البنكية من ثلة فاسدة لم تكن لتمثل يومًا الشعب القطري الأصيل، ولا لتعكس أخلاق ولا هموم ولا توجهات المواطن القطري الطيب، الجار والحبيب وابن العم! لم يكن لهذه الآلة الإعلامية التي يقودها ثلة من "مرتزقة العرب" ومطاريده القدرة على الرد على الحقائق التي صارت تظهر كل يوم لتكشف عن فساد السياسة القطرية وتلونها وتقلبها على جيران قطر وأقرب الناس لها تاريخيًا وجغرافيًا، لذلك كان لا بد من سلاح الكذب والتزييف والإسفاف، إلى درجة تثير الضحك، وشر البلية ما يضحك، والمضحك فعلًا أن يتحدث الإعلام القطري عن الفساد الرياضي، وأن يرمي الكرة السعودية بداء الفساد والرشاوى، على طريقة (رمتني بدائها وانسلت)! المسابقات السعودية التي يسعى مرتزقة الإعلام القطري اليوم لتشويه صورتها والنيل منها هي ذاتها التي (حفت) تلك الآلة بكل أجنحتها للحصول على جانب من حبها وودها، وفشلت قنواتها التي اشترت العالم ومسابقاته (بطريقة أو بأخرى) مرارًا في شراء الدوري السعودي على الرغم من كل ما رصدته من أجل ذلك، لأن في هذا البلد الطاهر رجالا يملكون من الحنكة والحكمة والدهاء ما يسمح لهم برؤية ما خلف الستائر والأقنعة المزيفة، ولأن قرار البيع والشراء لم يكن بيد عصابة من الفاسدين كالسويسري جوزيف بلاتر والفرنسي جيروم فالكه، والفاسد جيفري ويب النائب السابق لرئيس "الفيفا" والذي يعرفه القطريون جيدًا! والمسابقات السعودية التي يسعى مرتزقة الإعلام القطري للنيل من نزاهتها وسمعتها هي ذاتها التي ظلت القنوات القطرية تستظل بظلها وتستنير بوهجها، وتستنفع من قوتها وإثارتها ومتعتها وشعبيتها التي فشلت في تحقيقها والحصول عليها من خلال المسابقات والأندية القطرية، على الرغم من أرتال المجنسين وجيوش النجوم الأجانب الذين تم استقطابهم بدعم مالي حكومي مفتوح! آخر من يجب أن يتحدث عن الفساد في الرياضة وفي كرة القدم تحديدًا هو الإعلام القطري؛ الذي يعرف جيدًا كيف حصلت قطر البلد الصغيرة والصحراوية الحارة والمغمورة كرويًا على حقوق تنظيم نهائيات كأس العالم 2022م؟! وكيف تم شراء الأصوات عبر صفقات تجارية وسياسية كان مهندسها الأول القطري محمد بن همام بطل أكبر قضية فساد رياضي ومالي في تاريخ القارة الصفراء؟! وكيف تمت صناعة ابن همام نفسه ليكون الرجل الأول والقائد المبجل لكرة القدم الآسيوية بعد أن كان في بلاده رئيسًا لاتحاد الطائرة وكرة المضرب! حين يتحدث مرتزقة الإعلام القطري عن الفساد في كرة القدم فلا بد أن نعود قليلًا للوراء ونتساءل: كيف ظفرت قطر بمونديال 2022م؟! وكيف وصل رجل النظام القطري ابن همام لرئاسة أكبر اتحاد قاري في العالم متقدمًا على من هو أقدم وأجدر وأقدر منه؟! وكيف احتكرت قطر حقوق النقل التلفزيوني لأكبر المسابقات العالمية والقارية وفق توزيع جغرافي مشبوه وصفقات وقعها رموز الفساد الكروي الذين يخضعون اليوم لعقوبات تمنعهم من مزاولة أي نشاط رياضي؟! ولا بأس أن نتساءل عن الطريقة التي فاز بها السد (نادي ابن همام) بدوري أبطال آسيا 2011م بعد أن تم زفه إلى نصف النهائي بقرار (مكتبي)؟! ولنا كذلك أن نتذكر ونتساءل عن الطريقة التي حول بها ابن همام مسار جائزة أفضل لاعب آسيوي لعام 2006م من السعودي محمد الشلهوب إلى (ابن أخته) ولاعب فريقه السد خلفان إبراهيم؟! والأكيد أن هذه الأمثلة هي مجرد غيض من فيض ملف الفساد القطري في عالم الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، وهو ملف متخم بالأوراق السوداء التي أثبتها الإعلام العالمي ووثقتها المحاكم الرياضية الدولية في سويسرا وأميركا! لذلك حين يكون الحديث عن الفساد في كرة القدم فعلى مرتزقة الإعلام القطري أن يطأطئوا رؤوسهم، وأن يبلعوا ألسنتهم، بدلًا من ممارسة الكذب والبهتان، ورمي الرياضة السعودية بداء هي أبعد ما تكون عنه، وأنزه من أن تتلطخ بمستنقعه الذي غاصت الرياضة القطرية به، واستقرت في قاعه!