عانت الأندية السعودية كثيرا من موضوع تدوير بعض المدربين العرب خصوصاً في دوري الدرجة الأولى وبعض فرق "دوري جميل" لدرجة أن بعض هؤلاء المدربين يمكن أن يوضع في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، والمؤسف أنه لا يخوض تجربة واحدة فقط، بل نجده يعود إلى نفس النادي الذي استغنى عنه عن قناعة إدارية تامة وكأنه عاد محملا بالجديد أو عاش تجربة أوروبية تدريبية ثرية غيرت من إمكانياته وخبراته مع العلم أنه هو المدرب نفسه الذي غادر أسوار الفريق ولم يتبدل شيء وإنما عودته تكرس وتؤكد الفكر الذي تدار به بعض الأندية ويخرج عادة بقرارات ارتجالية سواء في جانب الاستغناء أو الإعادة الأمر الذي يؤسس لعمل فوضوي لا مثيل له في الوقت الذي تتحدث بعض الإدارات والإعلاميون والجمهور عن الاحتراف والخصخصة ومواكبة الدول المتقدمة، بل إن بعض الفرق نجد أن الذي يدربه مدرب أجنبي عالي الصيت، وفجأة تنتكس أحواله ويتعاقد مع مدرب عربي لا تاريخ له، على الرغم أن من يبحث عن التقدم والتطوير لا يمكن أن يعود إلى الوراء، وفي هذه الحالة فمدربو "أبو ريالين" هم الرابحون الأكبر؛ لأنهم إذا ذهبوا إلى فريق آخر فسيكون بعقد مالي مضاعف وإن عادوا إلى فريقهم السابق فسيعملون أيضا بعقد مضاعف. في الجانب الإداري الحال ربما يكون متشابها فقط يختلف أن الرئيس أو الإداري العائد لن يأتي بعقد مالي جديد ولن يكلف خزينة النادي ريالا واحدا باستثناء صفقاته العشوائية مع اللاعبين والمدربين، وربما يضطر للدفع من جيبه الخاص لعل وعسى أن تكون العودة الجديدة مختلفة ويحالفه التوفيق في قيادة النادي إلى إنجازات جديدة تعزز من قوته ومكانة الذين دعموه ورشحوه ووضعوا فيه الثقة. تجارب الماضي المليئة بقصص الرؤساء العائدين أغلبها -إن لم تكن جميعها- غير ناجحة ولذا يجبر الرئيس على التنحي مجددا ومغادرة الكرسي الوثير خاصة في بعض الأندية التي يكون فيها الرئيس صوريا والنادي يدار من شخصيات نافذة من خارجه والأدلة عدة والأحداث ليست ببعيدة ولا أدل من ذلك على صدور بيان من داخل أحد الأندية يطالب الرئيس بتحديد موقفه بالاستمرار أو تقديم استقالته والرحيل فورا، وهذا ما تم بالفعل ولم يكن سريا وهو ما يعني أن سياسة العمل في بعض الأندية التي تدار من الخارج لن تتبدل والرئيس الجديد أو العائد يدرك جيدا حدود صلاحياته.