حدد خبير تقنية معلومات خمسة سيناريوهات رئيسية للشركات لحماية نفسها من هجمات الفدية والتقليل من مخاطر تهديدها، خصوصاً أن الهجمات من هذا النوع تتسبب في نقل التحكم بالأصول الرقمية إلى المهاجم، مما يضطر المالك لدفع فدية لاستعادة السيطرة على أصوله مجدداً، مؤكداً أن أفضل طريقة لتجنب هجمات الفدية هي التأكد من أن جميع الأصول الرقمية تحظى بالحماية الأمنية اللازمة وتستخدم من فرق عمل مثقفة جيداً وخاضعة للإشراف من قبل بروتوكول أمني ديناميكي ومحكم التخطيط، ويمتاز بالنضج والفاعلية وقادر على الاستمرارية في ظل مشهد التهديدات دائم التغير. وقال محمد أبو خاطر المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة "فاير آي": إن السيناريو الأول يتمثل في التقليل من احتمال نجاح حملة التصيد الاحتيالي، وذلك من خلال توعية المستخدمين بأهمية معرفة أو التحقق من أصل أو سجل أو موثوقية البريد أو الموقع الإلكتروني، وهذا يساعد على تكوين شريحة من المستخدمين الأكثر حذراً ووعياً داخل البنية التحتية، ويتيح لهم إبلاغ خبراء الأمن حول أي نشاط مشبوه، وهذه تعد بمثابة وسيلة مجدية تساعد على الحد من فرص نجاح تلك الهجمات من البداية. وأضاف: أن السيناريو الثاني يتمثل في تطبيق حلول التكنولوجيا على البريد الإلكتروني وبوابات الويب، حيث تقوم بفحص والكشف عن المواقع الإلكترونية المعروفة أو المشبوهة، حيث إنه من شأن هذه الحلول المساعدة في تمييز المحتوى النظامي من البرمجيات الخبيثة أو المواقع غير المعروفة والمشبوهة. وفيما يتعلق بالسيناريو الثالث أوضح أبو خاطر: إنه يكون من خلال تثبيت حلول تكنولوجية على أجهزة المستخدم النهائي لمراقبة سلوك التطبيقات والاستخدام، ويكون لديها القدرة على الكشف عن النشاط الذي يشير إلى إحدى هجمات الفدية، مشيراً إلى أن السيناريو الرابع هو استخدام حلول أمن الشبكة التي يمكنها الكشف عن هجمات الفدية قبل أن تتمكن من إحكام سيطرتها على الضحية، ومحاصرة أي عملية مشبوهة، بل القضاء عليها في بيئتها الإلكترونية الحاضنة، حيث تمتلك تلك الحلول القدرة على تسخير الذكاء التكنولوجي حول مصادر وميزات معروفة للكشف عن احتمال وجود هجمات للفدية، وذلك بدءاً من مصدر التنزيل أو غيره من الخصائص الأخرى. وبحسب أبو خاطر فإن السيناريو الخامس يتمثل في الكشف عن نشاط الملفات المشبوهة في الخادم الرئيسي باستخدام معايير مشابهة لتلك الموجودة في أجهزة نقاط النهاية، مشيراً إلى أنه يتعين إجراء نسخ احتياطية للخوادم على أساس يومي أو حتى لمرات أكثر، وفقاً لإجراءات حوكمة البيانات واعتماداً على احتياجات الأعمال، موضحاً أن خطة النسخ الاحتياطية تتطلب بيئة تخزين مجهزة بطبقة حماية داخلية تمنع هجمات الفدية، ومن الممكن لهذه الخطوة أن تلعب دوراً مهماً في التخفيف من تداعيات هجوم الفدية. وبين أبو خاطر أن أياً من هذه السيناريوهات ليست جديدة أو مبتكرة، ولكن من المهم معرفة ما إذا كان قد تم تطبيقها بأسلوب متسق وإستراتيجي، لافتاً إلى أن هجمات الفدية تصبح أكثر إثارة للقلق عندما تدرك المؤسسات عدم وجود أي وسيلة للتنبؤ أو الكشف عن الهجمات مقدماً، كما أنه من الصعب منع تلك الهجمات من الانتشار بمجرد حدوثها، مما قد يؤدي إلى فقدان الأصول الرقمية في حال لم يتخذ المالك الاحتياطات اللازمة لمكافحة هجمات الفدية الخبيثة. يذكر أن هناك قائمة طويلة من أنواع هجمات الفدية الخبيثة المعروفة، مع زيادة ملحوظة في فداحة وانتشار وتواتر وعدد هجمات الفدية في السنوات الأخيرة، ومن ضمن تلك الهجمات التي تستدعي توخي الحذر، "كريبتو لوكر" وإصداراتها المختلفة، مثل "كريبتو فور" و"تيسلا كريبت" و"سيربر" و"دريدكس" و"لوكي" والنسخة الأخيرة والأحدث "وانا كراي".