ربما تكون حالة مهاجمي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ناصر الشمراني ونايف هزازي من الحالات الكروية النادرة بعد ان اعلنت إدارتي الهلال والنصر الاستغناء عنهما بسبب المشاكل التي حدثت للثنائي ما بين إدارية وفنية مختلفة فالشمراني المهاجم الدولي المهاري والموهوب وهداف الدوري لمواسم عدة منحته الإدارة الزرقاء كل الفرص لكنه على ما يبدو رفضها وأصر على عناده ومكابرته وأجبرها في البداية على اعارته إلى العين الاماراتي وبعد الاعارة اتضح ان المدير الفني رامون دياز لا يرغب باستمراره أو حتى منحه فرصة جديدة لعل وعسى أن يكون سلوكه مع المدرب تبدل بعد تجربة العين واكتسب خبرة في احترام قرارات المدرب وقد تعاطفت معه جماهير الهلال في البداية وغضبت اعتقادا منها أن القرار اداري لكنها اقتنعت بعد رحيل اليوناني جيورجيس دونيس والتعاقد مع دياز إذ لا يمكن أن يكون الاثنان على خطأ وناصر على صواب والذي لا يكتفي بالاعتراض على اللعب احتياطيا او عند استبداله بل يثير المشاكل في التدريبات وتصدر منه تصرفات تؤثر على جماعية الفريق واستقراره لذلك كان الاستغناء هو الدواء الأخير لحالته. هزازي يعتبر اقل بروزا ونجومية من الشمراني حضر إلى النصر بعقد مالي كبير لكنه لم يقدم للفريق ما يوازي ربع هذا العقد هو الآخر يغضب عند وضعه على الدكة واستبداله وزاد على ذلك بأحاديثه الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة وعدم محافظته على سرية البيت الأصفر، معه حق فقط في المطالبة بحقوقه المالية اما ردة فعلة تجاه الإدارة والمدرب فلم يحالفه التوفيق فيها، بين ناصر ونايف، حكاية تؤكد أن اللاعب مهما كانت نجوميته وشعبيته إذا ما اهتم بنفسه وحرص على تطوير مستواه داخل المستطيل الأخضر في التدريبات والمباريات لن يعيش في الملاعب طويلا وستتخلى عنه الجماهير ويتجاهله الإعلام. الكثير من اللاعبين السعودين وليس فقط الشمراني وهزازي لا يجيدون الحفاظ على تألقهم، ونجد اسهمهم تهبط من الأعلى إلى مستوى لا يليق بهم، وهذه مسؤولية اللاعب بالدرجة الأولى الذي عليه التعامل مع الظروف باحترافية كبيرة بعيدا عن الحرص فقط على اللعب اساسي من دون أن يدرك أن القرار الأول والأخير بيد المدرب، ومطلوب من النجم الانصياع للقرارات الفنية حتى لو شعر أن فيها اجحاف بحقه، وبسبب العقلية غير المحترفة خسرت الكرة السعودية الكثير من العناصر التي كان بامكانها الاستمرار والتألق.