هذا ما تفعله الحكومات التعيسة، ترتكب الحماقات ثم إذا جاء وقت الحساب ساقت شعبها قربانا لمجرد إرضاء غرور "الزعيم" الذي لا يعنيه إلا أن يواصل معركته العبثية مع طواحين الهواء!! كيف للشعب القطري الكريم بين ليلة وضحاها أن ينقلب من حياة الترف إلى شعب تنهال عليه المساعدات وطائرات الإغاثة؟.. والعقلاء يعلمون أن ذلك مجرد استخدام سياسي رخيص لا يعنيه مدى إذلال الشعب القطري أمام العالم وإخراجه بهذه الصورة التي لا نتمناها أن تستمر.. نظام مراهق لا تعنيه كرامة شعبه بقدر ما تعنيه نشوة تصفيق بعض الغوغاء والظواهر الصوتية وجنون العظمة.. حتى الشعب القطري نفسه مؤكد أنه لا يقبل أن تتاجر به حكومته بهذا الأسلوب الرخيص؛ لدرجة أن تستعين بالصحافة الإسرائيلية وتستقبل صحافيين إسرائيليين في الدوحة لينقلوا حالة الركود التي تعيشها قطر بسبب المقاطعة.. وهذا بالتأكيد يتناقض مع ادعاءات سابقة اطلقتها الحكومة القطرية وروج لها إعلامها المختطف بإن المخزون الإستراتيجي يكفي لأشهر وأن الحكومة القطرية لن تحتاج لأحد ولن تتأثر وأن لديها خططا جاهزة لمواجهة أسوأ السيناريوهات!!. ما رد الفعل الذي كان النظام القطري يتوقعه على استهداف الشقيقة الكبرى التي يستورد منها 80 بالمئة من احتياجات مواطنيه من الغذاء؟.. أي حماقة صورت له أنه يمكن ان يكون صديقنا وصديق الإرهابيين والإيرانيين في الوقت نفسه.. وأي حماقة صورت له أنه يمكن أن يكون معنا على الحد الجنوبي ومع الحوثيين في انقلابهم وإرهابهم؟ سيناريو بائس سبق أن جربته زعامات بادت، وانتهت بلدانها إلى دويلات (هذا غير وارد في قطر).. لكن النهاية مع هذا النظام تبدو مشابهة.. ولو قرأ النظام القطري التاريخ فسيجد حقيقة أن هذه المشاغبات والمشاكسات الطفولية ستعجل بنهايته بالطريقة التي لا نتمناها له. ولا يوجد في الخليج من يتمنى أي من سيناريوهات الخراب في قطر بل حتى ونحن غاضبون على النظام القطري لم تستسلم دول المقاطعة لغضبها عندما أعطت استثناءات للحالات القطرية الإنسانية؛ وفي المملكة كان ذلك بأمر ملكي جسد النبل في أبهى صوره وبعث رسالة مهمة لكل مواطني الخليج أننا لا نعاقب شعب بل نقاطع نظام يجب أن يضطلع بمسؤولياته تجاه شعبه وأن يكفيهم شر تحويل وطنهم إلى مأوى للمرتزقة والإرهابيين. قطع العلاقات قرار سيادي ومن يطلب الرحمة ويستعطف المساعدة عليه أن يقدم ثمنها.. لا يوجد شيء مجاني حتى أولئك الذين أرسلوا الطائرات الإغاثية هم يرجون ثمنها؟ وسيطرقون الأبواب بفواتيرهم الضخمة، وسيكون الثمن مكلفا ومستمرا في استنزاف الوطن القطري؛ بينما لم يكن ثمن حسن الجوار إلا الصدق وكف الأذى.