هي المرة الأولى التي يقابل فيها المجتمع الأميركي فتاة سعودية مختصة في تنسيق المعارض الفنية لدرجة أن علق أحد الحضور بأن هذا الحدث عرّفه أكثر على الثقافة السعودية، مضيفا أنه "فخور بوجود فتاة موهوبة مثل نور". وذلك عندما عرضت القيّمة الفنيّة نور الدّباغ حصيلة تجربتها أمام المجتمع الأميركي في ولايتي جورجيا وكاليفورنيا في الفترة من 11 - 14 رمضان 1438ه الموافق 6 - 9 يونيو 2017م، في كل من "متحف جورجيا للفن المعاصر في أتلانتا" و"غاليري ماكلوكلين" و"جامعة ستانفورد في كاليفورنيا"، ضمن مبادرة "جسور إلى السعودية" التي أطلقها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، بالتعاون مع "معهد الشرق الأوسط" في الولاياتالمتحدة الأميركية. وحضر المناسبات الثقافية في الولايتين أكثر من 200 شخص من الفنّانين والهواة. حيث تحدّثت الدّباغ خلال المناسبة عن المشهد الفنّي السّعودي المعاصر، كما شاركت الحضور فيلماً قصيراً سلّط الضوء على كواليس إقامة معرض "تدفّق" في بيت بيضون بجدة، حيث نظّمت الدّباغ من خلال الاستوديو الخاص بها "بنفس جيل" هذا المعرض بالتعاون مع حافظ غاليري وآرت جميل بدعم من المجلس الفنّي السّعودي. وعرض الفيلم خلال المناسبة، قصة ثلاثة فنّانين سعوديين بالإضافة إلى لورنس ريندر، وهو مدير "متحف بيركلي للفنون وأرشيف باسيفيك للأفلام" الذي شغل في السابق عمادة كلية جامعة كاليفورنيا للفنون في سان فرانسيسكو، وقالت "آنا دينينجتون"، المديرة التنفيذية للمؤسسة الفنية فلكس بروجيكتس: "تحمّستُ كثيراً لحضور هذه المناسبة واستمتعت بما قُدّم خلال العرض، لقد غيّر نظرتي عن الفن المعاصر السعودي وجعلني أكثر وعياً"، وأشارت أنه لفت انتباهها الحديث حول معرض "تدفق" وعرض المتحدثة لأوجه الاختلاف والتشابه بين المعارض الفنية في أتلانتا والسعودية. وقالت "أدركتُ أن الفن السعودي أكثر انفتاحاً، بل فاق توقّعاتي من حيث تنوع الأفكار". من جهته ذكر مدير البرامج في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي عبدالله آل عياف: أن مبادرة "جسور إلى المملكة" استهدفت في مرحلتها الأولى الولاياتالمتحدة الأميركية لأهمية العلاقة الإستراتيجية بين الدولتين وأنها ستمتد لتشمل عدداً من الدول في مراحل مقبلة. مشيرا إلى أن المبادرة تسعى إلى ترسيخ وتوسيع نطاق العلاقات الإنسانية، وتمكين المواهب السعودية في المجالات الفنية والمعرفية والإبداعية وفتح قنوات الحوار المستدام حول مواضيع ثقافية متنوعة. الجدير بالذكر أن "مبادرة جسور إلى السعودية" تشمل أربعة برامج هي "المعارض الفنية السعودية" وهي معارض فنية سعودية يتم إقامتها في أبرز المتاحف والمراكز الفنية، و"جسور الحوار" الذي يقدم النخب السعودية إلى المجتمع الأميركي، و"مهرجان الأفلام السعودية" للاحتفاء بصانعي الأفلام السعودية من خلال عرض أعمالهم في المهرجانات العالمية، و"الجولة الكوميدية" لتقديم عروض كوميدية سعودية. وتهدف المبادرة إلى خلق حراك إيجابي في الأوساط الثقافية والتعليمية الأميركية وذلك عبر تقديم النّخب السعودية إلى المجتمع الأميركي ليتعرفوا بشكل أوضح على تميزّ السعوديين في مجالات المعرفة.