ترتبط «أرامكو السعودية» بوصفها شركة عالمية بالأفراد في المجتمعات التي تعمل فيها، وسواء كان موظفوها يعيشون في الولاياتالمتحدة أو أوبوبا أو آسيا أو يعملون في أحد مكاتب «أرامكو السعودية» أو مشاريعها المشتركة أو أحد مكاتب المشاريع التابعة لها، فإنهم ينخرطون في المجتمعات التي يعيشون فيها، حيث يتطوعون بوقتهم لحماية البيئة ومساعدة الفئات الأقل حظاً، بالإضافة إلى إرشاد وتوجيه الطلاب وتقديم الدعم للمدارس، والمشاركة في الارتقاء بجودة ومستوى أوطانهم. وانطلاقاً من العمل على أساس مشاركة قيمة المواطنة مع المواطنين -سواء في جوانب المعرفة وبناء المهارات، والإثراء الثقافي، أو في مجالات المشاركة المجتمعية- فإن أرامكو تسعى إلى اقتناص الفرص التي تمكننا من المساهمة في الارتقاء بمستوى الحياة في المجتمعات التي نعمل أو نعيش فيها. هناك على سبيل المثال مجموعة من المبادرات والبرامج التي تركز على تعزيز العلاقات مع المؤسسات الثقافية والأكاديمية في الولاياتالمتحدة تدار في مقر «أرامكو السعودية» في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، وفيما يلي نماذج من أبرز مظاهر هذا التبادل الثقافي والأكاديمي. مبادرة جسور إلى السعودية هي مبادرة تهدف إلى تعزيز العلاقة بين المجتمعين السعودي والأمريكي من خلال تقديم عديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية والإبداعية في كلا البلدين. تستند هذه المبادرة إلى القيم الإنسانية المشتركة، وتسعى إلى بناء روابط متينة وتواصل حضاري إيجابي بين الشعبين السعودي والأمريكي، وقد تولت شركة «أرامكو السعودية» زمام هذه المبادرة ممثلة بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وذلك إيماناً منها بأهمية بناء علاقة وطيدة وعميقة بين البلدين. تندرج ضمن هذه المبادرة عديد من الأنشطة والبرامج التفاعلية. معارض ومتاحف تنظم «أرامكو السعودية» سلسلة من المعارض التي تجوب عدداً من أشهر وأبرز المتاحف والمراكز الفنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتقدم أكثر الأعمال الفنية السعودية إبداعاً وإلهاماً. تهدف هذه المعارض الفنية إلى إبراز العمق الثقافي والفني السعودي، واطلاع المجتمع الأمريكي على الإبداعات الفنية السعودية، وبناء روابط بين الفنانين السعوديين والأوساط الفنية والأمريكية. تم الإعداد لإقامة 10 معارض فنية، سوف تعرض فيها أعمال أكثر من 80 فناناً وفنانة من أبناء وبنات الوطن، ما ستكون هذه المعارض الفنية مصحوبة بعدد من المحاضرات وورش العمل في مختلف المجالات الفنية والإبداعية. تم تدشين المعرض الأول في متحف «ستشين» للفنون الحديثة، في مدينة هيوستن، كما تم تدشين الثاني في معرض «غونزو» في مدينة آسين، ومن المتوقع أن يحضر جميع هذه المعارض أكثر من 200 ألف زائر. صناع الأفلام قامت «أرامكو السعودية» ممثلة بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بتنسيق فعالية تحتفي بإنتاج صانعي وصانعات الأفلام في السعودية، من خلال عرض هذه الأفلام ضمن مهرجان خاص سيقام في مدينة لوس أنجلوس، وسيحضره عدد من المخرجين والمهتمين بصناعة الأفلام العالمية في هوليوود. سيتم خلال هذا المهرجان عرض 10 أفلام سعودية وذلك بحضور مخرجيها من شباب وفتيات الوطن، وسيتمكن زوار المهرجان من مناقشة الأفلام مع مخرجيها من خلال حلقات النقاش التفاعلية المصاحبة، كما ستقدم خلال أيام المهرجان محاضرات لعدد من أبرز صانعي الأفلام في الولاياتالمتحدةالأمريكية. يهدف هذا المهرجان إلى تسليط الضوء على الإبداعات السعودية في مجال صناعة الأفلام، وإتاحة الفرصة للمخرجين الشباب لمدّ جسور التواصل مع أبرز صانعي الأفلام في المجتمع الأمريكي. كما سيتم بالإضافة إلى ذلك تقديم 10 عروض كوميدية في 5 مدن أمريكية، بواسطة أبرز الكوميديين السعوديين، وذلك لبناء روابط اجتماعية متينة بين المجتمعين من خلال الكوميديا. قامت «أرامكو السعودية» بتسهيل إقامة مجموعة من المحاضرات في الجامعات الأمريكية والمكتبات العامة والمحافل الثقافية لأكثر من 40 من رواد الثقافة السعوديين في المجالات المعرفية المختلفة. يشكل هؤلاء السفراء جسراً يصل الجمهور الأمريكي بالمثقفين والمبدعين السعوديين في مجالات العلوم والهندسة والابتكار والمعارف الإنسانية والاجتماعية. يهدف هذا البرنامج إلى إحداث حراك إيجابي في الأوساط الثقافية والتعليمية الأمريكية من خلال تعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين النخب السعودية والأمريكية، وإبراز النخب السعودية للمجتمع الأمريكي، لكي يتعرفوا بشكل أعمق على تميز السعوديين في مختلف مجالات المعرفة والإبداع. من المتوقع أن تصل هذه المحاضرات والفعاليات إلى أكثر من 100 ألف شخص، وذلك من خلال تقديم 200 محاضرة وفعالية في مختلف الولايات والمدن الأمريكية. وهو برنامج يهدف إلى تدشين جهة للكفاءات لإظهار خمس شخصيات مؤثرة في المحافل الإعلامية، واستضافة وإبراز عدد من الشخصيات التي تتمتع بالمصداقية في برامج تلفزيونية مختلفة. استضافة 500 شخصية ثقافية أمريكية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران لتبادل الأفكار والخبرات. أوجه التعاون والشراكات مع المؤسسات الأمريكية تمكن أنشطة التعاون الدولي بين المؤسسات الثقافية من صناعة مستقبل أفضل عن طريق تطوير وإلهام القدرات المعرفية والإبداعية وتعزيز التبادل الثقافي الإيجابي، وتوفير منابر دولية للحوار الثقافي والإبداعي، وتعد مؤسسات المعرفة الثقافية كالمتاحف والمكتبات والجامعات من السمات المميزة لمجتمع المعرفة لقدرتها على تمكين الأفراد من إدراك مكانتهم في المجتمع العالمي بصورة أفضل. وتعد أوجه التعاون الإقليمي هذه مؤثرة بشكل كبير حيث تسهم في سد الفجوات وإيجاد الروابط بين الأفراد من جميع الأعمار والخلفيات، وهو ما يتضح بشكل جلي في العلاقات التي أقامها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي مع عدد من أبرز المؤسسات الثقافية والمعرفية الإبداعية في الولاياتالمتحدة، ومن بينها التعاون مع قاعة لورانس للعلوم في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، والمختبر الإعلامي التابع لمعهد ماساتشوستس للتقنية، للمشاركة في تطوير محفظة البرامج التعليمية التي يطلقها المركز في مختلف أنحاء المملكة، وذلك من خلال أساليب تدريس جديدة ومبتكرة. ومن ثمار هذا التعاون برامج «إثراء الشباب»، التي تمزج بين روائع العلوم والفنون والتصميم بطرق مبتكرة وجذابة، وقد حازت هذه البرامج على العديد من الجوائز العالمية، من خلال تقديمها لبرامج وملتقيات تعليمية إبداعية للشباب السعودي قائمة على أسلوب التعلم عن طريق الممارسة والاكتشاف. كما تتضمن هذه البرامج تقديم ورش عمل «تدريب المدربين» للمعلمين وتعريفهم بإطار تعليمي تفاعلي جديد يمكنهم ودمجه في فصولهم الدراسية، ليؤتي ثماره في جميع المدارس. وقد كان التعاون الوثيق مع وزارة التعليم السعودية عنصراً أساسياً في نجاح هذه المبادرة التي تهدف إلى إلهام مليوني شاب وشابة سعوديين بحلول عام 2020. الحفاظ على التراث والاعتزاز بالهوية شرع متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في تنفيذ برنامج يهدف إلى الحفاظ على التراث العربي والإسلامي والعالمي ودراسته من أجل الأجيال القادمة. وقد تعاون متحف مقاطعة لوس أنجلوس والمركز معًا لترميم قاعة الاستقبال الدمشقية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر في بلاد الشام، بالإضافة إلى إقامة المعرض الإسلامي بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي ستعرض فيه هذه القاعة الدمشقية للمرة الأولى. نقل المعرفة تعاون مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي مع الاتحاد الأمريكي للمتاحف لتعزيز القدرات ونقل المعرفة، وشملت أوجه التعاون إيجاد قنوات من العمل والتواصل مع أبرز المتاحف الأمريكية، وتقديم البرامج التدريبية وعقد دورات وحلقات البث المباشر في مجال تنمية قدرات الموظفين، علاوة على ترجمة بعض الأعمال الخاصة بممارسات المتاحف إلى اللغة العربية وفرص التدريب في المركز والتواصل المؤسساتي. بالإضافة إلى ذلك كان المركز هو الراعي الرئيس للمؤتمر السنوي الذي يقيمه الاتحاد الأمريكي للمتاحف خلال السنوات القليلة الماضية، حيث كان بمثابة منبر لتشجيع وترويج العروض والبرامج المختلفة التي يقدمها المركز لتعزيز العلاقات مع المؤسسات الدولية الأخرى. جيران تأسست شركة خدمات أرامكو في الولاياتالمتحدة، التابعة لأرامكو السعودية، في عام 1974م في مدينة هيوستن بولاية تكساس. واليوم تقود شركة خدمات أرامكو بالتعاون مع فرع الشركة في مدينة واشنطن العاصمة مجموعة من مبادرات المواطنة التي تطلقها أرامكو السعودية في الولاياتالمتحدة، بمشاركة موظفينا في مشروع موتيفا المشترك ومراكز شبكة البحوث العالمية في كل من بوسطن وديترويت وهيوستن. تجدر الإشارة إلى أن مبادرات المواطنة التي تتولى شركة خدمات أرامكو تنفيذها تجسد استراتيجية المواطنة في أرامكو السعودية وتركز على ثلاثة مجالات رئيسة، هي المجتمع والمعرفة والبيئة. ومن خلال الشراكة مع المجتمعات المحلية ساهمت برامج التوعية المجتمعية التي أطلقتها الشركة في صنع الفرق في تلك المجتمعات، بدءا من رعاية الأنشطة الرياضية إلى غيرها الكثير من الأنشطة الأخرى حيث يتطوع موظفونا وأفراد عائلاتهم وأصدقائهم بوقتهم وجهدهم للمساعدة. علاوة على ذلك، يتمتع مكتب تسويق النفط التابع للشركة في مدينة نيويورك بتاريخ حافل في مجال برامج التواصل المجتمعي، حيث يقدم المكتب خدماته لمجموعة من المنظمات الخيرية في منطقة مدينة نيويورك التي تركز على التعليم وبحوث الرعاية الصحية، وبرامج صحة ومساندة الأطفال. الثقافة والفنون تسهم شركة خدمات أرامكو في عديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي تتضمن رعاية المعارض الفنية والمشاركة كشركة راعية رسمية لمعرض دائم عن الطاقة في متحف هيوستن للعلوم الطبيعية، وذلك بالإضافة إلى تقديم شركة خدمات أرامكو دعمًا كبيرًا للمؤسسة التعليمية العربية الأمريكية، التي تعزز فهم الحضارة العربية ثقافة وتاريخًا ولغة من خلال أوقاف الكراسي الجامعية ورعاية البرامج الأكاديمية. وأسهمت الشركة كراع مشارك في جولة معرض «روائع الآثار في المملكة العربية السعودية» في أمريكا الشمالية، الذي تجول ما بين واشنطن العاصمة وهيوستن وشكاغو وسان فرانسيسكو. وقد أسهم هذا المعرض التاريخي بدعم من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تعزيز التراث الثقافي الذي تزخر به المملكة العربية السعودية بوصفها ملتقى طرق الحضارات. اكتشف الطاقة يعمل بنرامج «اكتشف الطاقة» على ضمان فهم الطلاب أساسيات العلوم والطاقة، وهو ما يمثل أهمية استراتيجية لمستقبلنا، ويهدف المساعدة في التوعية بكيفية الحفاظ على الطاقة واستخدامها، أقمنا شراكة مع متحف هيوستن للعلوم الطبيعية لإطلاق برنامج أرامكو «اكتشف الطاقة» وهو برنامج موجه إلى طلاب الصف الخامس ومعلميهم من مختلف مدارس منطقة هيوستن الكبرى. وبالإضافة إلى تعزيز فهم الطلاب حول كيفية عمل الطاقة، تركز المبادرة على إثارة اهتمامهم بالحياة المهنية المستقبلية في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات. مجلس الشؤون العالمية في هيوستن تتعاون شركة خدمات أرامكو مع عدد من المنظمات الأكاديمية الدولية، ومن بينها مجلس الشؤون العالمية في هيوستن لإدراج المملكة العربية السعودية كإحدى الوجهات في جولات المعلمين في منطقة الشرق الأوسط، ويعد توفير الخبرات الدولية هو طريقنا لتكريم دور المعلم الذي لا يقدر بثمن والمساعدة في تعزيز الاهتمام بالمنطقة والمملكة وأرامكو السعودية. برنامج رياضة السيارات المتطورة يتسق هذا البرنامج مع الأبحاث الجارية في فرع شبكة الأبحاث العالمية العائدة للشركة في ديترويت، كما أنها تفتح آفاق تعاون محتملة بين الأوساط الأكاديمية وقطاعي الطاقة والسيارات. ولهذا الهدف قامت الشركة برعاية مشاركة أكثر من 150 طالباً في مرحلة الدراسة الجامعية والدراسات العليا في برنامج رياضة السيارات المتطورة لعام 2015 في جامعة ميشيغان للتقنية، ويعمل هؤلاء الطلاب في فرق لتعلم المهارات الهندسية المهمة، والأعمال التجارية، والتواصل، والمهارات القيادية أثناء عملهم على تصنيع سيارات مبتكرة. الدعم الأكاديمي والمؤسسي تقدم الشركة الدعم للمؤسسات المعنية بتعزيز التفاهم بين الثقافات وتوطيد العلاقات بين البلدين وهي: المتحف الوطني العربي الأمريكي في ديربورن، ميشيغان، ورابطة أمريكا الشمالية لدراسات الشرق الأوسط في توسان، أريزونا، ومعهد الشرق الأوسط، والمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية ومجلس سياسة الشرق الأوسط، والاتحاد التعليمي الأمريكي واللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، في واشنطن العاصمة، وتقدم الشركة الدعم أيضًا للجامعات التي تقدم برامج تعليمية تمثل أهمية إستراتيجية لأرامكو السعودية والمملكة، وتشمل جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، وجامعة أريزونا في توسان وبرنامج «كامب جي» المعني بالجيولوجيا والجيوفيزياء الذي تقدمه جامعة تكساس أيه آند إم. وتشارك الشركة بفاعلية في المؤسسات التي تدعم البيئة في عملها مباشرة، مع التركيز بشكل خاص على الحياة البرية والممرات المائية في خليج غالفستون، وتتعاون الشركة مع المنظمات غير الربحية المعنية بمجموعة من المبادرات البيئية، كما تسهم الرعاية التي تقدمها وجهود موظفينا التطوعية في دعم الحفاظ على البيئة وإعادة تأهيلها عبر الاستفادة من التقنيات الجديدة لتحسين طرق الحفاظ على البيئة. الأشجار من أجل هيوستن دخلت الشركة في شراكة مع منظمة الأشجار من أجل هيوستن غير الربحية منذ عام 2006م، حيث تقوم المنظمة بغرس آلاف الأشجار كل عام، مما يساعد على الحفاظ على نقاء الهواء، ويخفف تدفق مياه السيول، فضلاً عن تجميل مظهر المدينة وقد أمضى متطوعون من شركة خدمات أرامكو يومًا في غرس الأشجار للمساعدة في توفير تكاليف زراعتها، مما يتيح غرس المزيد من الأشجار. يقوم تراث أرامكو السعودية على أساس المواطنة، حيث تفاعلنا منذ أيامنا الأولى مع المجتمعات التي نعمل بها لتعزيز المهارات والمعرفة وحث المواطنين على الحفاظ على البيئة الطبيعية، وتستمر الشركة في توسيع نطاق جهودها وتعظيم أثرها في مجال المواطنة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وضمان ازدهاره.