أعوام طويلة مرت على الرياضة القطرية وهي تحاول اللحق بركب المنتخبات المتقدمة على المستوى الخليجي والعربي والآسيوي لكنها لم تنجح بفعل السياسات الخاطئة التي مارسها المسؤولون عنها بحثاً عن تحقيق إنجازات وقتية كاستضافة المحافل الرياضية العالمية والتجنيس في مختلف الألعاب وهو الأسلوب الرخيص الذي رفضه الشعب القطري وبعض الإعلاميين الذين انتقدوا هدر المال العام نتيجة عدم وجود الخطط والبرامج والنتائج ظلت مخيبة للآمال وعلى حساب أبناء قطر الذين لم يحصلوا على الفرصة لتمثيل بلادهم في المحافل الرياضية فيما حصل عليها أصحاب المستويات الضعيفة "المرتزقة" الذين لا يمكن أن ترتقي مستوياتهم لتمثيل منتخبات بلادهم، وآخرها تلك المهازل في تصفيات كأس العالم 2018 أمام إيران وكوريا الجنوبية وأوزبكستان والصين وسوريا وتضاؤل فرصة التأهل إلى النهائيات بشكل كبير بعد الخسائر المتلاحقة، إذ تضم التشكيلة أكثر من النصف من الجنسيات المختلفة وعلى رأسهم خليفة أبوبكر من السنغال، وبيدرو ميجويل كوريا من البرتغال، وعمر باري من غينيا، وسباستيان سوريا من أوروغواي، والثنائي أحمد علاء الدين وأحمد عبد المقصود من مصر، والثنائي أيمن ليكومنت وكريم بوضياف من فرنسا، والثنائي لويز مارتن ورودريغو تاباتا من البرازيل، وماجد محمد من السودان، ومحمد مونتاري من غانا، وبوعلام خوخي من الجزائر، ولم تجلب هذه الأسماء سوى العار، والشيء المخجل الذي لفت أنظار الرياضيين عندما يقفون قبل بدء المباراة وأثناء النشيد الوطني لا تجد من يردد أو يتغنى بكل فخر بنشيد بلاده بل ينتظرون الملايين لتهجيرها للخارج مما يشكل استنزاف لمقدرات وخيرات البلد، فيما تدفن المواهب القطرية مع مساواة الأجانب بالحقوق والواجبات. وكانت ظاهرة التجنيس القطرية لفتت انتباه مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في عام 2006 عندما منعت صفقة تجنيس المهاجم البرازيلي أيلتون مقابل مليون دولار، وشددت على قواعد التجنيس بزيادة عدد سنين الإقامة في كل دولة يريد لاعب تمثيلها لخمسة أعوام. فيما حذّر رئيس الاتحاد الدولي السابق جوزيف بلاتر في تصريحات صحفية قطر من المشاركة ب"منتخب مجنس" في المونديال، أسوة بما فعلوه في "مونديال اليد"، ولكن يبدو أن البلد الذي يشتهر بالعمالة الأجنبية أكثر من المواطنين بحث عن الحل الاسهل عن الانجازات مقابل هدر طاقات الشباب القطري. وتحاول قطر شراء النجاحات باستضافة البطولات العالمية ولفت نظر العالم إليها بالرشاوى وهي الدولة الصغيرة لذلك ضخت الملايين بالترشح لاستضافة نهائيات 2022 حتى برزت الشكوك الكبيرة حول تقديمها لرشاوى لعدد من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيما كشفت بعض المصادر أن الفريق القطري المسؤول عن عرض استضافة مونديال 2022 عرض على ابن مسؤول في "الفيفا" مليون دولار لتمويل حفلات عشاء وورش عمل بعد انتهاء مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، ولم يسلم أعضاء اللجنة التنفيذية ب"الفيفا" الكاميروني عيسى حياتو والايفواري جاك أنوما من الاتهامات الخطيرة بتقاضي 15 مليون دولار للتصويت لمصلحة قطر، فيما اتهم الصحفي بجريدة "سودديتشا سايتنج" الألمانية توماس كيستنر قطر بدفع مبالغ مالية وصلت الى 78.4 مليون دولار للاتحاد الارجنتيني لكرة القدم للضغط على ممثله في "الفيفا" خوليو جروندونا من اجل مساعدتها في نيل شرف استضافة مونديال 2022 على حساب دول مثل الولاياتالمتحدة الأميركية واليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية، واعتبرت الدول المتقدمة في كرة القدم أن فوز قطر بتنظيم كأس العالم قتل للروح الرياضية ودفن لمبدأ العدالة في المنافسة إلى الأبد. الإعلامي القطري سعدون الكواري يهاجم مشروع التجنيس وغياب رياضة بلاده عن الإنجازات