ضمن الخدمات التي توفرها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لراحة الزوار والمعتمرين، تم تزويد ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي بأجهزة "تبريد الهواء بالرذاذ" لخفض درجة حرارة الجو وتلطيف الهواء. وتستخدم مراوح الرذاذ وأعمدة الضباب المائي لتلطيف الهواء في الأماكن المفتوحة "الهواء الطلق"، حيث يُضخ الماء تحت ضغط مرتفع بواسطة مضخة عالية الضغط "لا يقل عن 42 كجم/سم2" في أنابيب خاصة بالضغط العالي يوزع فيها فوهات متناهية الصغر بحجم "2 إلى 1 ميكرون"، يخرج منها الماء على شكل ضباب بارد "آلاف من ذرات المياه الباردة" لامتصاص الطاقة الحرارية من الهواء الخارجي لخفض درجة حرارته. وقد بلغت أعداد مراوح الرذاذ أكثر من "228" مروحة موزعة على ساحات المسجد الحرام، وتعمل تلك المراوح عند تجاوز درجة الحرارة "30" درجة مئوية، ويعد نظام مراوح الرذاذ الأنسب والأفضل لتكييف الهواء في الأماكن المفتوحة مقارنةً مع نظم التبريد الانضغاطي"الفريون" والتي تعتبر ذات تكاليف عالية وذلك لاستهلاكها العالي للكهرباء، وأوضحت النتائج أنه بإمكان مراوح الرذاذ المستخدمة في ساحات المسجد الحرام خفض درجات حرارة الهواء الخارجي إلى أكثر من "9" درجة مئوية، وأن حمل التبريد وصل إلى "52" كيلو وات لمروحة الرذاذ الواحدة مع كفاءة تبريدية تجاوزت "50%". وتتكون محطة تغذية المياه المستخدمة لمراوح الرذاذ لساحات المسجد الحرام من خزان لحفظ الماء وفلاتر لتنقية الماء قبل دخوله إلى المضخات ذات الضغط العالي، والتي تستخدم لنقل الماء من المحطة إلى مراوح الرذاذ الموزعة في ساحات المسجد الحرام من خلال شبكة مواسير ممتدة في الساحات، بالإضافة إلى المراوح المستخدمة من شركة "Schaefer" ذات قطر "36" بوصة، وتشتمل على مخارج ماء الترطيب "رشاشات" موزعة على محيط القطر الخارجي للمروحة وتقوم المروحة بالدوران على زاوية "180" درجة. لقد دأبت حكومة المملكة العربية السعودية -حفضها الله- منذ قيامها على تسخير جل امكانياتها لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، من خلال ما أنجزته من مشاريع خدمية ضخمة بالمشاعر المقدسة والتوسعات بالحرمين الشريفين، حيث تأتي هذه العناية بالزوار والعمَار والحجاج في قمة اهتمامات الدولة -رعاها الله-.