تصريحات تميم في الأيام القليلة الماضية كانت بداية التآمر على المكشوف تجاه المملكة العربية السعودية وحلفائها، والمزاعم باختراقات لحساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي وموقعهم الإلكتروني لم تسعفهم في تدارك الضرر السياسي والإعلامي والأخلاقي. لم يكن أمام قطر إلا الاستعانة بشكل أكبر على أدواتها الإعلامية ومكائن تفريخ الحسابات الوهمية في تويتر التي استثمرت فيها ودعمتها وكذلك بعض الأسماء السعودية من المؤلفة قلوبهم. نشطت هذه الأدوات، وكل لما دُفع له، فالأدوات الإعلامية أخذت بترويج السياسة القطرية صراحة والإخونجية جهارا نهارا، بل وامتد ذلك بالتكفل بتمويل جماعات القرصنة الإلكترونية لجلب ما يمكن جلبه لزعزعة تلاحم السعودية مع حلفائها. مكائن تفريخ الحسابات الوهمية أوكلت لها مهمة إغراق تويتر والوسوم بتغريدات متعاطفة مع سياسات قطر والتشكيك في سياسات المملكة لإيهام المتابع أن هذا هو الرأي السائد، أما المؤلفة قلوبهم من بعض المغردين السعوديين فكان شعارهم "أمر دبر بليل"، تولوا مهام الهمز واللمز في الإعلام السعودي ورواده الذين كانوا هم فرسان الدفاع عن سياسات المملكة ومقدراته، نجدهم تارة يشككون في نوايا المحللين السياسيين السعوديين الغيورين على وطنهم ويوهمون المتابع أن لهذا الإعلامي أو السياسي ثارات ويسعى لتصفية حسابات، بل وأخذت فيهم الجرأة لرميهم بالعمالة لدول شقيقة. قطعت المملكة العربية السعودية وعدد من الدول الحليفة علاقتها مع قطر فتغير المشهد في تويتر. المغرد السعودي المحب لوطنه استقبل هذه القرارات بعبارات السمع والطاعة إيماناً بحكمة القيادة السعودية وأن هذا لم يكن إلا لحفظ الأمن الوطني لمملكتنا، هذه القرارات الصريحة كانت كافية لتحصين المتابع السعودي المحب لوطنه من مؤامرات عزمي بشارة وخلاياه النشطة والخاملة في ساحات تويتر. استشعر السعودي خطورة الدعايات المضللة فكان لها بالمرصاد وعلم أن الحياد في أمن الوطن ليس خيارا مطروحا، فإما مع الوطن أو ضده. حسابات وطنية مؤثرة كان لها دور فعال في توعية المتابعين السعوديين وتعرية المتآمرين وفضح مخططاتهم وكشف تدليسهم. قرار قطع العلاقات مع قطر كان جلاء لغمَة صنعها "المؤلفة أحقادهم" من أتباع عزمي بشارة في تويتر أصحاب الحسابات المؤثرة في الوسط السعودي تجاه الإعلام الوطني السعودي، هذه القرارات كانت شهادة نزاهة ووطنية حق أن يتفاخر بها إعلامنا السعودي الذي كان في الصفوف الأولى لتعرية سياسات قطر العدوانية تجاه المنطقة ولدعمها جماعات وقنوات إرهابية. سنشهد في الأيام المقبلة نشاطات في الإنترنت غير معتادة للأدوات القطرية والإخوانية عبر حسابات الأخبار المدعومة من قطر التي ستزيد من وتيرة كذبها وافترائها، بالإضافة إلى صفقات أكثر مع جماعات قرصنة إلكترونية أو محترفي تزوير مستندات لتلفيق تسريبات لزعزعة الثقة بين حلفاء المملكة، سنشهد كذلك عمليات لإغراق تويتر بشعارات مناهضة للسياسات الخليجية تجاه قطر والإخوان عبر حسابات وهمية، كذلك سيعمل الإعلام القطري وأتباعه إلى ترويج الأصوات المعارضة للسياسة الخليجية والعربية ودعمهم إعلاميا. هيهات من السعودي التأثر والانخداع بهذه الدعاية العدائية، حقد هؤلاء المتآمرين منعهم من الإيمان بأن الولاء والثقة والحب والطاعة لهذا الوطن وقيادته هي فطرة الله التي فطر السعوديين عليها وهي بمثابة السد المنيع الذي يصعب على كائن من كان أن يتجاوزه. *أكاديمي ومختص في تقنية المعلومات