قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب اللواء كمال عامر "إن قرار مصر وعدد من الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر جاء بعد محاولات عديدة لاحتوائها وجذبها نحو الاعتدال والمسار الصحيح، واصفا هذه الخطوة ب"الحاسمة". وأضاف عامر، في تصريحات أمس تعليقاً على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر: "إن قرار مصر غلق المنافذ البحرية والجوية مع قطر إجراء احترازي لما تتخذه قطر من مسلك معاد لمصر". وحول احتمالية اتخاذ مصر إجراءات تصعيدية على المستوى الدولي ضد قطر، أكد عامر"أن مصر لم تتعود طوال تاريخها التشفي في أحد، بل إنها تنتهج "السياسة الشريفة والاستراتيجية المباشرة الواضحة"، مشيراً إلى أنه حال عودة قطر للصف العربي وانتهاج النهج القومي السليم فإن مصر ستكون في انتظارها وتتجاوز عما سلف". وبشأن السيناريوهات المحتملة قال عامر "إن القيادة القطرية ستكون أمام ثلاثة خيارات: إما تغيير سياساتها العدائية تجاه الأمن القومي المصري والعربي، أو حدوث تغيير في النظام القطري على مستوى الأشخاص خاصة في ظل الإجماع العربي الحالي الرافض للسياسات القطرية، أو أن تتمسك قطر بموقفها مدعومة من قوى الشر ممثلة في تركياوإيران الكارهتين للأمة العربية". من جهته وصف مستشار مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية اللواء جمال مظلوم، قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، والذى اتخذته المملكة والإمارات والبحرين ومصر واليمن، بأنه "تأخر كثيراً"، وأنه جاء رداً على السياسة الشاذة التى تتبعها إمارة قطر ضد مجلس التعاون الخليجى بهدف إشعال المنطقة. وقال مظلوم في تصريحات خاصة ل"الرياض" إن قطر ومنذ نشأة مجلس التعاون الخليجي قبل نحو 36 عاماً، وهي تتبع سياسة مخالفة للاجماع الخليجي، فضلاً عن ممارساتها التى ظهرت بها في السنوات الأخيرة ودعمها للإرهاب، وخروجها عن الإجماع العربي الذي خرجت به قمة الرياض الأخيرة بشأن مكافحة الإرهاب. واعتبر مظلوم أن قرار المملكة العربية السعودية بقطع العلاقات مع قطر يمثل "ضربة قاصمة" لإمارة قطر، وأنه يعد أكثر القرارات تأثيراً عليها خاصة أنه يترتب عليه حصار كامل وإغلاق للحدود معها. وعن احتمالية لجوء قطر إلى إيران بعد تصاعد الأزمة الدبلوماسية معها، لم يستبعد اللواء مظلوم هذا الطرح، وقال: "إن الدوحة تلجأ إلى إيران وتستخدمها كخنجر في ظهر العرب ومجلس التعاون الخليجي، غير أن قوة الدول الخليجية والعربية أكبر من تلك المحاولات". وعن توقعاته للأوضاع داخل قطر بعد القرارات العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، أشار مظلوم إلى أن جماعة الإخوان وعناصرها التي تأويهم قطر وترفض تسليمهم للعدالة في مصر، لن يستسلموا بسهولة لقرارات طردهم، متوقعاً أن تكون هناك ردود أفعال سلبية من جانبهم تجاه الإمارة الصغيرة. من جانبه أكد حزب "مستقبل وطن" أن قطع العلاقات المصرية الدبلوماسية مع دولة قطر يعد خطوة حتمية في ظل إصرار الدوحة على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء. وثمن الحزب - في بيان - الإجراءات التي اتخذتها مصر والمملكة والإمارات والبحرين من قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر وقد كان التنسيق المصري مع معظم دول مجلس التعاون لاتخاذ نفس الإجراء هو بمثابة العقاب السياسي الجماعي للدولة نفسها. واعتبر الحزب أن العقاب الأكثر إيلاماً وهو العقاب الإقتصادي حيث تم إعلان غلق الأجواء الجوية والموانيء البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية حرصاً على الأمن القومي.