لم تمضِ ساعاتٍ على فرحة الهلاليين بإنهاء الموسم الأجمل كما يجب بالفوز على استقلال الأحواز والتأهل لربع نهائي دوري أبطال آسيا بعد التتويج بالدوري وكأس الملك؛ إلا وزفت إدارة "الملكي" البشرى لكل الهلاليين بالإعلان الرسمي عن إغلاق 33 قضية محلية وخارجية بقيمة أكثر من 77 مليون ريال دفع ثلثها رئيس النادي الأمير نواف بن سعد، وتغطية الثلثين المتبقيين من مداخيل النادي ودعم أعضاء الشرف والقرض البنكي!. بقدر ما حدث الأمر بهدوء وسرية تحسب لإدارة الهلال، بقدر ما نزل كالصاعقة على الإعلام الكاره للنادي الأزرق الذي ظل يهلوس ويهذي ويضرب كفًا على كف حول الطريقة التي تعامل بها رجال "الزعيم" مع هذا الملف الشائك، وكيف أنهاه الهلاليون بحكمة وسرية ومحبة للكيان من دون أن يترك فرصة لخصومه وكارهيه ليصطادوا في المياه العكرة!. أما بالنسبة لعشاق الأزرق فقد كان الخبر بمثابة بطولة ثالثة يحققها الهلال، لا تقل أهمية ولا شأنًا عن بطولتي الدوري وكأس الملك عند من يعرف خطورة ترك كرة الديون والقضايا تكبر وتكبر وتتدحرج لتهدم يومًا ما كل شيء، كما يحدث اليوم في الاتحاد، ويكاد يحدث في النصر، وربما يحدث قريبًا لأندية أخرى!. التتويج باللقبين المحليين الأقوى والأغلى، ثم اختتام الموسم الكروي بالتأهل إلى ربع نهائي البطولة القارية، واستمرار الجهاز الفني القدير بقيادة الباشا الأرجنتيني رامون دياز، والإعلان عن إغلاق 33 قضية منها 25 قضية دولية، يجعل من الموسم بالفعل موسمًا أزرق استثنائيًا، ويستدعي من كل "الزعماء" حمد الله وشكره أن سخر لناديهم عشاقًا لا يتوقفون عن بذل الغالي والنفيس، بقيادة وجه السعد وبدعمٍ وعونٍ من أعضاء الشرف. كل هذه الإنجازات داخل الملعب وخارجه تزيد الهلاليين غبطة وسرورًا وتفاؤلًا واستشرافًا لمستقبلٍ أجمل، وتزيدهم طموحًا وطمعًا بمواسم يكتمل فيها الفريق بدرًا، خصوصا وأن إغلاق كل الملفات المالية الشائكة سيساعد رجال الهلال على التفرغ في الفترة المقبلة لتسديد بعض النواقص الفنية التي تجعل الفريق أقوى وأكثر صلابة على الصعيدين المحلي والقاري، ولا شك أنه مازال بحاجةٍ للكثير حتى يضرب بقوة أكثر، وينافس بثقة أكبر في المضمار الآسيوي الذي سيزداد صعوبة وندية في المراحل المقبلة، فالمنافسون يعملون في غرب القارة وشرقها على دعم صفوفهم للمنافسة في الأدوار النهائية، لذلك يجب على "الزعيم" أن يكون حاضرًا لهذه المنافسة، حتى تكون السابعة أقرب، والهلال بمثل هذه الظروف وبمثل هؤلاء العشاق الذين لا يكلون ولا يملون من دعمه ودفعه إلى الأمام (قدها) بإذن الله!.