مر العالم بتحولات ضخمة في صناعة النشر، بدأت بظهور قارئات امازون كيندل والتي كانت أحد أسباب شهرة أمازون في بداياتها حيث إنها اتاحت للقراء إمكانية نقل عدد كبير من الكتب في جهاز صغير الحجم، تبع ذلك جهود شركة أوديبل للكتب المسموعة والتي صاحبت التحول إلى البودكاست والمحتوى المعرفي المسموع، ثم اشترت شركة أمازون الشركة لتتيح لرواد القراءة خيار شراء الكتاب الإليكتروني والمسموع أو الاثنين معا. تلت جهود شركة أمازون وبعض شركات القارئات الإليكترونية جهود الشركات التقنية في تطوير أوعية معرفية بلغة عصرية، ومن أهم الشركات شركة أدوبي حيث طورت نمطاً جديداً للمحتويات المعرفية عبر برنامجها إنديزاين بحيث يتيح للناشرين إضافة مقاطع فيديو وصوتيات الى المحتوى النصي، ولكن لم تحقق فكرة أدوبي النجاح الذي حققته القراءات الإليكترونية والكتب المسموعة. المرحلة الحالية من مراحل تطور الإنتاج الإعلامي هي ما يطلق عليها (Immersive media) وترجمها البعض للعربية بالتقنية الغامرة لشدة التأثير على المتلقي عبر البيئة الافتراضية التي يتواجد فيها، وظهرت بثلاث تقنيات وهي تقنية الواقع الافتراضي، المعزز والمختلط، وما يهمنا الآن في صناعة النشر هي تقنية الواقع المعزز (Augmented Reality) حيث نجحت بعض الشركات المطورة للتقنية من خلق بيئة تفاعلية بين القارئ والمحتوى، وبدأ بعض المؤلفين في استخدام التقنية ، بحيث يمكن من خلال القراءة تسليط الهاتف الذكي على صورة في الكتاب الحصول على معلومات إضافية او مقاطع فيدو تشرح فكرة في الكتاب وهو ما يصنع متعة معرفية ويقدم المحتوى النصي بلغة حية، ومن أهم المؤلفين الذين استخدموا ذات التقنية في التأليف جي كي رولينج مؤلفة سلسلة كتب هاري بوتر في كتابها الذي طورت كتاب Wonderbook: Book of Spells بالتعاون مع شركة سوني. أهمية هذا التحول الكبير أنه يساعد في رفع نسبة استيعاب المحتوى وإدخال روح للروايات والكتابات الأدبية ويضيف معلومات بطريقة شيقة تحافظ على الكتاب كمصدر رئيس من مصادر المعرفة تتغير اهتمامات العالم ويبقى الكتاب مصدر التنوير الأهم.