لا يستأثر مكان في الدنيا بمجامع القلوب، وعبرات المحبين، كما هي المواجهة الشريفة في المسجد النبوي التي تدفقت عليها مهج الزوار وأرواحهم قبل أجسادهم، فأهرقوا الدمعات الحرى قبالتها يسلمون بإجلال خافضي أصواتهم في حضرة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه الكريمين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. وقد ذكرت بعض المصادر التاريخية أبعاد الحجرة النبوية التي تضم الجسد الطاهر وخليفتيه، حيث بلغت الجهة الجنوبية (4,8 م)، والشمالية (4,69 م)، أما الشرقية والغربية أيضا (3,43 م)، وعرض منقبة الجدار الداخل من الجوانب (0,68 م) إلا الشرقي المجدد فإنه (0,62 م) "، وللحجرة 6 أبواب: الباب الجنوبي ويسمى باب التوبة، وعليه صفيحة فضية كتب عليها تاريخ صنعه في عام 1026ه، الباب الشمالي ويسمى باب التهجد، الباب الشرقي ويسمى باب فاطمة، الباب الغربي ويسمى باب النبي (ويعرف بباب الوفود)، باب على يمين المثلث داخل المقصورة، باب على يسار المثلث داخل المقصورة. وأولت المملكة منذ عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- جل اهتماماتها بالحجرة الشريفة وبالقبة الخضراء، فحافظت على البناء العثماني للمسجد، وعملت على تدعيمه وترميمه كلما دعت الحاجة إلى ذلك، كما أنها تتفقد الحجرة الشريفة وتعمل على صيانتها بكل إجلال وتعهد ذلك إلى من تثق في دينه وأمانته، كما تحرص على رعاية وطلاء القبة الخضراء كلما انكشف اللون نتيجة للعوامل الجوية. قلوب اشتاقت للقاء الحبيب صلى الله عليه وسلم مهج وأرواح تعلقت بالنبي الخاتم