بدأ الهلال موسمه بخسارة لقب السوبر السعودي أمام الأهلي، أعقب ذلك أداء باهت وحضور خجول في مسيرته بالدوري، في الجولة الثالثة سقط بخسارة أولى أمام الاتفاق العائد إلى الدوري الممتاز، ارتفعت أصوات الغضب في المدرج الأزرق تجاه الأوروغوياني غوستافو ماتوساس مدرب الفريق حينذاك، في الجولة الرابعة حقق الهلال فوزاً صعباً أمام القادسية بنتيجة 2-1، دخل ماتوساس في هذه المباراة بتشكيلة غير واضحة المعالم، فغيّر أماكن لاعبين وبدل فيها الكثير، مما دفع إدارة الهلال إلى اتخاذ قرار إقالته بعد المباراة مباشرة، وبررت الإدارة حينئذ قرارها بالقول: "أمام قناعاته الغريبة وإصراره على توجهاته على الرغم من مناقشته المتكررة رأى المجلس أن استمراره مع الفريق أمر مستحيل، لاسيما في ظل عدم توظيف اللاعبين في أماكنهم المثالية واستبعاده آخرون على الرغم من جاهزيتهم الكاملة". انشغلت أذهان المدرج الأزرق فيمن سيخلف الأوروغوياني الراحل؟ وبدأت بطولات الموسم تتلاشى أمام ناظريهم رويداً رويداً، فقد جرت العادة أن الفريق الذي يغيّر مدربه في منتصف موسم لابد وأن يتعرض لهزات وهزائم وبطولات ضائعة، في تلك الأثناء ذاعت العديد من أسماء المدربين المرشحين لتدريب الهلال، كانت هذه الأسماء جميعها محلّ اتفاق واختلاف بين الآراء الزرقاء، وحدها إدارة الأمير نواف بن سعد قررت التعاقد مع الأرجنتيني رامون دياز لتدريب الفريق حتى نهاية الموسم. رامون أنخيل دياز ولد في اليوم الأخير من شهر أغسطس لعام 1959م، ابتدأ مسيرته التدريبية في نادي ريفربليت الأرجنتيني عام 1996م بعد اعتزاله لاعبا، في موسمه الأول حقق لقب الدوري الأرجنتيني "الأبرتورا" وجمع إليه اللقب القاري "الليبرتادوريس" بعد غيابه عن خزائن الفريق لعشرة أعوام، استمر مع الفريق حتى موسم 2002م وحصد بمجمل فترته سبعة ألقاب، ليقدم استقالته، في موسم 2004 انتقل إلى انجلترا لخوض تجربته الأولى خارج بلاده فاتجه لتدريب نادي أكسفورد يونايتد أحد الأندية المغمورة هناك، ولم يحقق نجاحاً مع الفريق ليرحل عنه في ختام الموسم، بعد ذلك بموسمين استلم قيادة سان لورينزو موسم 2007 واستطاع أن يحقق لقب الدوري "الأبرتورا" لأول مرة منذ سبعة أعوام وقارياً خرج الفريق من دور ربع النهائي أمام فريقه السابق ريفربليت، بعد ذلك رحل إلى تجربة جديدة خارج حدود الأرجنتين فكانت الوجهة إلى المكسيك إذ وقع عقداً مع نادي كلوب أمريكاالمكسيكي لكن مسيرته انتهت في أقل من عام بقرار الإقالة، ليعود مرةً أخرى إلى الأرجنتين ويحط رحاله مجدداً في سان لورينزو، لكن سوء النتائج أجبره على تقديم استقالته والرحيل عن الفريق. في موسم 2012 تولى تدريب ريفربليت ناديه الأم وكان الفريق قد عاد مرةً أخرى إلى الدوري الممتاز بعد هبوطه للدرجة الثانية، ونجح دياز من تحقيق لقب الدوري وبعد أيام من ذلك قدم استقالته وغادر النادي وبرر قراره المفاجئ بأنه حقق هدفه الذي عاد من أجله إلى الفريق، في ديسمبر 2012 أعلن اتحاد الكرة البارغوياني التعاقد مع دياز لتدريب المنتخب الأول ونجح من قيادة المنتخب إلى نصف نهائي كوبا أميركا لكنه فشل في البطولة التي تلتها (مئوية كوبا أميركا) وغادرت الباراغواي من دور المجموعات ليقدم استقالته. دياز كان أحد المرشحين لتدريب الاتحاد قبل توليه تدريب منتخب الباراغواي لكن المفاوضات لم تكتمل وقال حينها لصحيفة "الغرافيكو" الأرجنتينية: "حصلت على عرض تدريبي لمدة عامين من الاتحاد السعودي وأنا سعيد أنني مازلت في اهتمامات الأندية على الرغم من توقفي عن التدريب، فقد تحدثت مع عائلتي والجميع لديه استعداد على الرحيل إلى السعودية فأنا أعشق المغامرات والتحديات ومستعد للعمل بالشرق الأوسط وتحديداً منطقة الخليج"، لكن المفاوضات لم تكتمل لحضور دياز إلى جدة، كان اسم دياز متداولاً في الأوساط الأهلاوية كذلك في فترة سابقة للتعاقد معه، وسبق أن ظهر اسمه ضمن خيارات الهلال في موسم سابق لكنها لم تعدُ في كلا الحالتين اجتهادات صحافية أو مفاوضات انتهت في مهدها، نجاح الإدارة الزرقاء مؤخراً في تمديد عقده للموسم المقبل يعني أن "الزعيم" ينتظره موسم آخر بين البطولات والإنجازات.