حذر مختص بيئي من خطورة غياب الدراسات المتعلقة بالظواهر غير الطبيعية التي تحدث في شواطئ المملكة، مبدياً دهشته لإهمال دراستها وعدم قيام المراكز البحثية بدورها. وأكد البروفسور ستيف لاري مورتن الباحث في علم المحيطات في الإدارة الأميركية للجو والمحيطات والخبير التقني للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تنامي حدوث المد الأحمر (ازدهار الطحالب الضارة) خلال الخمسة عشر عاماً الأخيرة، وتكرر حدوثه أكثر من مرة في العام الواحد، ومنها شواطئ المملكة والخليج. واعتبر البروفيسور ستيف لاري في حديث ل"الرياض"، هذا التنامي والتكرر، مؤشر على خطورة الوضع وامتداد الخطر للثروة السمكية، وجميع الكائنات الحية في البحر، مشدداً على أهمية إخضاع تلك الظواهر للدراسة والبحث. وقال إن البيئة البحرية تستحق الاهتمام اللائق بها، كونها مصدر مياه الشرب، كما أنها مصدر غذاء الثروة السمكية، محذراً من خطورة تسرب الطحالب السامة إلى مياه التحلية، ولفت إلى عدم إمكانية رصدها في المختبرات وبالتالي انتقالها إلى الإنسان من خلال مياه الشرب. وعن أسباب نفوق الأسماك التي حدثت مؤخراًَ في شواطئ دول الخليج العربي، قال إنه لا يمكن القطع بالسبب في ذلك، معيداً سبب ذلك الغموض إلى غياب الدراسة المتخصصة والطويلة التي يمكن أن تحدد بدقة سبب حدوثها، فيما لم يستبعد تلوث البيئة البحرية بمياه الصرف التي تعد مغذياً رئيسياً للطحالب الضارة، لافتاً إلى إمكان تأثر الأسماك النافقة بقلة الأوكسجين نتيجة تكاثرها الكبير، وغيرها من العوامل التي تحتاج لمزيد من الدراسة. وتساءل الخبير الأميركي عن مصير دراسات وأبحاث متميزة اطلع عليها وأشرف على عدد منها، قام بها باحثون سعوديون، كانت يمكن أن تنتج حلولاً علمية لكثير من التحديات البيئية، إلا أنها توقفت عند نيل الدرجة العلمية أو الشهادة، في حين كان يمكن الاستفادة منها في المراكز والمؤسسات البحثية. وقال إنه لم يجد أي معلومات بيئية يمكن الاعتماد عليها في المملكة، مضيفاً أن المعلومات عن الكائنات البيئية مصدر أساس في القيام بأي دراسة أو بحث. ونوه إلى الحاجة الماسة لردم الفجوة المعرفية العليمة بشكل حاسم، محددا القصور المعرفي المتعلق بتوزيع مواسم ازدهار المد الأحمر الذي يحدث في سواحل المملكة، خاصة المدن ذات الكثافة السكانية العالية، ومحطات التحلية. وكان الخبير الأمريكي ألقى محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز تناول مخاطر المد الأحمر التي تنتج بعض السموم، وتتسب في تقلص نسبة الأوكسجين، ما يعد سبباً في النفوق المفاجيء للأسماك والثدييات والطيور البحرية، مشيراً إلى إمكان التعرض لسموم الطحالب المركزة في المأكولات البحرية، خاصة المحار والقشريات والأسماك. الباحث في علم المحيطات في الإدارة الأميركية ستيف مورتن