حذر باحث ومختص بيئي من مخاطر التسمم الناجم عن ظاهرة المد الأحمر الذي يظهر في مدننا الساحلية، واصفاً إياه بمخاطر حقيقية وجديّة وذات أهمية كبرى للسلطات المعنية بالصحة العامة في كل المدن الساحلية. وشدّد الباحث البيئي د. محمد المهنا الأستاذ في قسم البيئة بجامعة الملك عبدالعزيز على أهمية حماية مآخذ المياه لمحطات التحلية التي قاربت الثلاثين محطة منتشرة على شواطئ البحر الأحمر والخليج، لافتاً إلى إمكانية وصول هذه المواد السامة الى أيدي عابثة يمكن أن تلحق الأذى بالسكان دون اكتراث. وقال المهنا الذي يقضي التفرغ العلمي في مختبرات الهيئة الوطنية الأميركية للمحيطات والمناخ (NOAA) حالياً، إن تلك المخاطر والمخاوف على الصحة العامة من العِظمِ بمكان ما دفع بكل دول العالم الأول إلى رفع خطط إدارة المخاطر فيها للتعامل مع السموم البيولوجية البحرية، مضيفا بأن المد الأحمر ظاهرة أزلية يعرفها سكان المدن الساحلية إلا أنهم يجهلون أسبابها، منوهاً إلى أنه تم مؤخراً الكشف عن الأسباب التي عزيت في الغالب إلى السموم التي تنطلق من أنسجة الطحالب التي تتواجد في مواقع المد الأحمر، والذي رغم قصر مدته وضخامة المساحة التي يغطيها ينتج عنه قتل الكثير من الكائنات التي تقطن المنطقة المتأثرة، بما فيها الكائنات السابحة مثل الأسماك مما يوحي بفاعلية هذه السموم رغم ضآلة تراكيزها. ولفت المهنا إلى أن أسراراً كثيرة لا زالت خافية على الخبراء مثل؛ متى وأين تحدث هذه الظاهرة؟، مؤكداً أنها ظاهرة لا يمكن التنبؤ بوقت حدوثها، كما لا يمكن التعرف على المناطق التي يحتمل حدوث هذه الظاهرة فيها، وأرجع نشوء تلك السموم البحرية البيولوجية إلى بعض أنواع الطحالب المجهرية المسماة (الفيتوبلانكتون) التي تنتجها، مؤكدا أن هذه السموم تعد الأكثر قوة في العالم والأشد خطورة على الإطلاق، وقال إن تأثير جرعة صغيرة لا تتعدى الميكروجرام لكل كيلوجرام من بعض هذه السموم كفيل بإحداث أثر قاتل على الفور، وفي تفصيله إنه عند تراكم أي من هذه السموم في انسجة الأسماك أو أي كائن بحري فإن قطعة صغيرة جدا من انسجتها مطبوخة أو نيئة يمكن أن تقتل انساناً، وكشف المهنا عن نجاح الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والطقس في عزل الطحالب المتسببة بإفراز تلك السموم وعرّفها تعريفاً دقيقاً ورسم حدود سميتها، مما يشي بكشف معظم إن لم يكن جميع أسرار هذه السموم والظاهرة بشكل عام. مراكز الأبحاث تكشف سبب نفوق الأسماك المد الأحمر ينتج عن تسمم الكائنات البحرية