جامعة خير.. ومدارات امرأة طموحة.. سعاد الجفالي.. أيقونة الأعمال الخيرة في مشارق الأرض ومغاربها... هيأتها الحياة.. وملامحها امرأة علّمت الأيام أسماءها.. وجمعت الإنسان برؤاه والمرأة بظلالها.. منذ بكارة صباحاتها أدركت أن الإنسان للإنسان.. وأنه في كل مكان وزمان بحاجة ليدٍ تأخذ به إليه حين تكون حواجز الحياة أكبر من أن يعبرها وحيدًا ... سعاد الجفالي.. المشغولة دائماً بشؤون الإعاقة والعاملة طوال مسيرتها على تخفيف وطأتها وتقليم أظافر تأثيرها على المعاقين.. حين وفّرت لهم ما استطاعت من المال والنبل.. والجهد بالذات قبل الإنفاق.. والعمل للعمل قبل توليد الأمل بالأمل. هي المدير الإداري لمؤسسة أحمد الجفالي الخيرية.. ومؤسِّسَة مركز العون.. ذلك المركز العالمي الذي جعل من إعاقة الإنسان حياةً فيه.. ومن عجزه عنها قدرات له عليها، لا سيما في مجال الإعاقة الذهنية وإعادة تأهيل الأطفال المعاقين ذهنياً ليكونوا أكثر تكيّف مع حياتهم وأقدر عليها.. في سيرتها.. أكثر من ستين عامًا من الجهود المتنوعة في سبيل تطوير ودعم برامج الرعاية الاجتماعية.. بكل أبعادها الصحية والطبية والتربوية.. وفي رفوف ذاكرتنا لها إرث لا ينفذ من دعم الفن والأدب والموسيقى من الشرق الأوسط حتى الولاياتالمتحدة الأميركية فهي عضو في أمناء أكثر من جهة تنموية إنسانية "إدارة مدرسة دار الحنان بجدة، عضو في المجلس الاستشاري النسائي للمشروع الوطني للتدريب والتوظيف، أمناء مجلس وميتم وكلية دار الطفل العربي، أكاديمية عمان الدولية، مؤسسة الفكر العربي.." وغيرها من الحضور الفاعل والمؤثر من الإنسان فيها إليه منها.. في جانب آخر شُغِلتْ سعاد الجفالي بالمرأة شؤونًا وشجونًا معاً فأسست "جمعية رعاية المرأة" وهي الأولى في المملكة العربية السعودية.. وكذلك "الجمعية الفيصلية النسائية" بهدف تحسين نوعية حياة النساء والأطفال.. منحت جائزة التفوق الخيرية للخريجين من الجامعة الأميركية في القاهرة كما تحمل شهادات متنوّعة من أكثر من جهة.. لكن شهادتها الأولى التاريخ حينما جعل منها ذاكرة العمل الخيري في زمنها. سعاد الجفالي.. امرأة عاشت الإنسان.. كما تهبه الحياة فرصة المساعدة عليها.. «إبراهيم الوافي»