نوه عدد من المثقفين بالدور الذي تتولاه المملكة وتوليه اهتمامها منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في محاربة الغلو والتطرف في كل مناحية وسبله وإرساء ثوابت الوسطية وتجسيدها بكل معانيها النبيلة قولا وممارسة في مناحي الحياة العامة وتفاعلاتها المجتمعية, كثقافة مؤصلة من صميم ديننا الاسلامي, دين السماحة والتعايش والسلام.. ومن هذا الفكر السوي المعتدل ومن منطلق ديننا الحنيف كان تدشين خادم الحرمين للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال). المركز الذي يتطلع الجميع لأن يكون سيفاً مسلطا على اعداء الاسلام والانسانية, ومنارة يهتدي اليها وبها كل غيور على دينه ووطنه. الحزم والوقاية حيث قال عضو لجنة المناصحة سابقا سفير اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الشيخ ناصر العبيد إن هذا الإنجاز جاء مواكبا ومتناغما مع رؤية الدولة الشاملة في تطوير مقومات المجتمع وأهمها الوعي والمعرفة فيما من شأنه حماية الدين والوطن ومن اهم الاشياء التي تحتاج مواجهة حازمة هو التطرف الفكري الإرهابي وهذا ما سيكون للمركز بإذن الله دور فاعل فيه للدافع عن بلاد الحرمين وعن الإسلام والمسلمين. ونتطلع لان تساعد برامجة على كيف الشر والفتنة ومنع الارهاب والوقاية من مسبباته من خلال الاهتمام بالشباب والتحدث اليهم ومعهم بصراحة وشفافية ولهذا بالغ الأثر في معالجة أي طارئ فكري قد يؤدي الى التطرف, وتقصي الاسباب التي تدفع بالشباب الى التطرف لعمل اجندة وقائية تحفظ مكتسبات الوطن البشرية وتدفع بها الى الاتجاه الصحيح والوسطية السليمة. وان يكون مناطا بالتواصل مع افراد المجتمع لاستقبال البلاغات وتقديم الاستشارات. وأن يكون حلقة وصل بين المملكة والدول الاخرى في نشكر الفكر المعتدل وتحسير التطرف والارهاب بأنواعه. ريادة وأسبقية ويقول الدكتور حسن بن محمد الأمير مساعد الرئيس التنفيذي لمكتبة الملك فهد العامة بجدة نصرخ بملء افواهنا بأنه ليس للإرهاب دين أو ملة. فهو كالداء الخبيث يأكل الأخضر واليباس، وأصحابه كالعميان, هو خراب الديار والعمار، وهلاك الحرث والنسل. والآن وبفضل من الله، ثم بفضل حكماء هذا البلد المبارك، مركز الهداية ومنطلقها، ومصدر السماحة ومهدها، تم اعلان (مركز مكافحة الفكر المتطرف) ليكون قوة موحدة لمواجهة العدو المشترك للإنسانية جمعاء. فشكرا لكل من ساهم فيه، وشكرا لمن أيده وأعان عليه، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. ولعل هذا المركز يثبت للعالم أجمع دور المملكة الريادي في محاربة التطرف والإرهاب، ويكون أحد المشاريع المتميزة في مجابهة الفكر الضال. وللعلم فإن المملكة لها تجارب ناجحة في ذلك، فتجربتها مشهودة ويشار لها بالبنان في كل محفل وكل مناسبة. فهي صاحبة الريادة والأسبقية في مقارعة الأفكار والتوجهات المغرضة والمشبوهة. أنا وأنت وتقول الدكتورة سهير القرشي مديرة جامعة دار الحكمة بجدة ثقافة الاعتدال منهج رباني خصّ به الله سبحانه وتعالى أمتنا قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) البقرة/143. هي ثقافة لا ضرر ولا ضرار. وهي ثقافة الإنسانية والتعايش مع الآخر، فقد خلق الله الناس مجتمعات متفاوتة في معيشتها ومنهج تفكيرها. والاعتدال هو الذي منح حضارتنا قوة الازدهار والبناء وتكوين مجتمع قوي في مشارق الأرض ومغاربها. وهو النهج الذي قامت عليه مملكتنا الحبيبة، وعملت به دستورا وعززته عملا، فانفتحت على العالم أجمع، أخذا وعطاء في كل الجوانب. وكانت نتائجه ما نشهده الآن من تقدم وازدهار. وقد عزز هذا النهج والرؤية الحكيمة لأسلوب التعايش الإنساني افتتاح الملك سلمان -حفظه الله- مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مركز (اعتدال) الذي ينبذ التطرف ويعزز مبدأ التعايش الأممي بين الشعوب وأن العالم هو مدينة واحدة بابها الإنسانية ونوافذها التعايش ولغتها (الاعتدال), إن هذا المركز سيكون بمثابة جامعة عالمية لوضع مناهج وبرامج الاعتدال التي تلقي الضوء عليه وتبين مساراته الصحيحة. إن مملكتنا الحبيبة كانت دوما شعاع الاعتدال. وبهذا المركز ستظل رائدته؛ لأنها تؤمن بأن ثقافة البناء الإنساني تحتاج إلى طرفين أساسين هما (أنا وأنت) سدد الله مليكنا ووفقه لنشر الخير لأمتنا وديننا والانسانية جمعاء. ثقافة إسلامية وقال الكاتب نجيب يماني: ثقافة الاعتدال ثقافة اسلامية مؤصلة من صميم هذا الدين وكل من تطرف في مسألة فهي من عند نفسه لا أساس لها في دين الاسلام حتى عندما انتشر الاسلام كان إسلاماً معتدلا أتى لرفع الحرج عن الناس ودفع الضرر عنهم وتحقيق مصالحهم ويضع عنهم إصرهم والأغلال وإصلاح شؤون معاشهم وحياتهم استطاع ان يصهر كل المستجدات التي لم تكن على عهد النبوة وكيفها التكيف الفقهي اللازم وفق ما يعيشونه من عادات وتقاليد وعقود ومعاملات بعيداً عن التشتت الممقوت والتنطع المذموم الذي اصاب الناس في مقتل. وجعل هذا الدين وسماحته مسبة في عيون الاخرين. لذا كان من الضروري ان يأخذ بزمام المبادرة من أعطاه الله القدرة على فهم هذا الدين وغاياته ومراميه الاصيلة. دين انزل ليكون صالحاً لكل زمان ومكان. فكانت مبادرة المملكة ممثلة في قيام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في تدشين المركز العالمي لمحاربة الفكر المتطرف وتنمية ثقافة الاعتدال. وهذا قدر المملكة منذ تأسيسها وحتى اللحظة. سوف يكون لهذا المركز دور كبير في اعادة الكثير من المفاهيم المغلوطة التي استغلها السذج وضعاف النفوس للإساءة لهذا الدين الخاتم, والقفز على حقائقه الواضحة. إننا أمة وسط بين أمّم الارض نحارب الفكر المتطرف ونعمل على نشر ثقافة الاعتدال وهذا المركز الذي دشنه سلمان العزم سيكون بإذن الله سيفاً مسلطا في مواجهة الانحراف الفكري. الشيخ ناصر العبيد د. حسن الأمير د. سهير القرشي نجيب يماني