تبنى تنظيم داعش الإرهابي أمس مسؤولية اعتداء مانشستر في شمال غرب انكلترا الذي استهدف حفلاً غنائياً للمغنية الأميركية أريانا غراندي وأسفر عن 22 قتيلاً بينهم الكثير من الشباب والأطفال وإصابة 59 آخرين بجروح، بحسب الشرطة البريطانية. وقال التنظيم في بيان إن الهجوم كان بتفجير عبوات ناسفة، متوعداً بمزيد من الاعتداءات. وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق أمس القبض على رجل يبلغ من العمر 23 عاماً يعتقد أنه على ارتباط بالهجوم. كما أكدت أن منفذ الاعتداء قتل بينما كان يحاول تفجير "عبوة ناسفة يدوية". وأوضح رئيس بلدية لندن صادق خان أن المزيد من قوات الشرطة ستنتشر في شوارع العاصمة البريطانية بعد الهجوم. وقال: "أنا على اتصال دائم مع شرطة المدينة التي تراجع الترتيبات الأمنية في لندن". وتابع خان: "سكان لندن سيلحظون تواجداً أكبر للشرطة في الشوارع". وأشار شاهد من "رويترز" أمس إلى أنه تم إعادة فتح مركز آرنديل التجاري الكبير في مانشستر بعد إخلائه بشكل مؤقت. وأضاف أن الشرطة بدأت تزيل الطوق الأمني وتسمح للعاملين بالعودة تدريجياً إلى عملهم. وكان شهود قد قالوا إنهم سمعوا دوياً هائلاً عند المركز. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن شرطة بريطانيا أغلقت محطة فيكتوريا كوتش والشوارع المحيطة بها أمس. وبين متحدث باسم شرطة لندن أنه "جارٍ فحص عبوة مريبة". وأفادت "بي.بي.سي" بأنه تم إغلاق الطريق المؤدي إلى قصر بكنغهام وشوارع أخرى في المنطقة. وهو الاعتداء الأكثر دموية في بريطانيا منذ 7 يوليو 2005 حين فجر أربعة انتحاريين أنفسهم في مترو لندن في ساعة الازدحام مما أدى إلى مقتل 56 شخصاً وإصابة 700 بجروح. وتوالت الإدانات الدولية والعربية بالهجوم الإرهابي الذي استهدف الأبرياء في مانشستر، مؤكدة تضامنها مع بريطانيا، ومعبرة عن مواساتها لعائلات ضحايا الحادث. ونددت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية أمس بالاعتداء ووصفته بأنه "عمل همجي"، معبرة عن تضامنها مع الضحايا ورجال الإسعاف. وقالت الملكة في بيان: "الأمة بأسرها صدمت من جراء سقوط قتلى وإصابات في مانشستر"، مضيفة "أود أن أعبر عن إعجابي بالطريقة التي تصرف فيها سكان مانشستر بإنسانية وتعاطف، في مواجهة هذا العمل الهمجي". وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن الاعتداء كان يهدف إلى التسبب بسقوط "أكبر عدد من الضحايا". واستطردت ماي أن المهاجم تصرف "بدم بارد" عندما استهدف أطفالاً. وأردفت أن الشرطة تعتقد أنها تعرف هويته لكنها لن تكشف عنها في الوقت الحالي مادام التحقيق مستمراً. واتفقت الأحزاب السياسية في بريطانيا على تعليق الحملات الانتخابية حتى إشعار آخر في أعقاب الهجوم. وقال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض في بيان إنه تحدث إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي وإنهما اتفقا على تعليق جميع الحملات لانتخابات الثامن من يونيو.