فريق كهذا الذي يفوز بالدوري قبل نهايته بأسابيع ويسجل اسمه طرفاً ثابتاً في نهائي كأس فيصل ويكمل مسيرته نحو كأس ولي العهد والنخبة وآسيا ماذا يمكن تسميته؟ هل نسميه (النجم) أم نصمه بالمارد أم نجمع كل المسميات ونطرز بها اللوحة ونكتفي بعد الاسم والمسمى بإنصاف (الهلال) الكيان والتاريخ والنجوم والإنجاز؟ بالأمس حضرت متعة كرة القدم وحضرت روعة النصر لكن الذي تسيد كل الحضور هو (الهلال) الذي تفنن وتألق وأثبت بلغة الأرقام الصعبة بأنه الاستثناء الخاص في لعبة لا تقبل سوى الكبار. في المدرجات المشهد أزرق وداخل الميدان الإبداع أزرق من يحظى بكل هذه الأشياء الرائعة في منظومة العمل المتكامل حتماً سيجد من يشيد به وقطعاً سيجد من بين وفرة الكلمات المصفوفة على وسائل الإعلام عبارة تنصفه وتنصف من هم في قائمته يدعمون ويعملون ويرسخون في نهج الإنجاز وإطاره رقماً بطولياً آخر ستخلده كتب التاريخ. تمعنت مع المشاهد وحرصت على المتابعة فقلت في نفسي من يتطلع إلى الهدف الأسمى في لعبة كرة القدم فما عليه إلا اقتباس بعض من فكر الهلاليين وحماسهم وجماعيتهم وجماهيرهم ففي هذا الفكر قد يجد الباحثون عن (القمة) درساً يفيدهم ويفيد مستقبلهم ويسهل عليهم الطريق صوب تلك الأولويات التي باتت من ثوابت الهلاليين. إدارة محترفة.. مدرب متمكن رغبة في العمل وإن توغلت بالمزيد من عبارات الوصف ففي تكاتف اللاعب القابع على دكة الاحتياط مع الأساسي ما يدلل على تلك الحقيقة التي غابت عن البقية وظلت ملكاً من أملاك هذا الزعيم الذي احتوت أقدام نجومه كل المساحات حتى فرضت على الجميع فلسفة الاحترام لفريق مازال كما عهدناه في المقدمة. أما عن الديربي وفق النظرة الفنية فأي حديث تقتصر معانيه على الهلال لا يمكن له أن يلغي النصر الذي لعب واجتهد وحاول لكنه في الأخير خسر من جراء غلطة مدافع لم يحسب حسابها. فعلى مدار أكثر من مئة وعشرين دقيقة كان النصر في الموعد سجل أولاً وكاد أن يسجل إلا أن (هيبة) الهلال وخبرته وجماعيته و(محترفيه) كانت هي نقطة الفارق التي حسمت الموقعة وجددت الأمل في تجاوز رقم (الخمسين). بطولة وبالمناسبة فإن أي بطولة تضاف لهلال شبيه الريح هي حق مكتسب بالعمل والاجتهاد والطموح. فمبروك للهلال تأهله ومبروك للمدرجات الزرقاء نجوميتها ومبروك قبل هؤلاء لمن بادر في صناعة (فريق) أحلام آخر لا يختلف عن فريق سامي والثنيان والنعيمة وإن اختلف قليلاً فالاختلاف الثابت هو في عملية الدمج أعني دمج المستويات بالنتائج والبطولات والأرقام الصعبة. ختاماً الهلال اقترب من النهائي أما الطرف المقابل فمن الصعب تحديد هويته فالشباب متوثب والأهلي متحمس وإن أراد (بطل الكؤوس) تحقيق الحلم فعليه من اليوم تصحيح دفاعاته وقراءة خصومه قبل أن يجد نفسه خارج دائرة هذا الحلم الكبير الذي أتمنى تحقيقه لكيان يستحق ولجمهور يستاهل.. وسلامتكم.