أكد الباحث في العلاقات الدولية والعضو السابق في البرلمان العراقي د. عمر عبدالستار ل"الرياض" بأن زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدول مجلس التعاون الخليجي هي ليست أول زيارة ولن تكون الأخيرة، والأهم فيها أن توقيتها جاء والمنطقة على أبواب حقبة دولية واقليمية جديدة في ظل سياسية إدارة أمريكا الجديدة بقيادة دونالد ترامب والخارجية الأمريكية ضد إيران ومن هنا فإن زيارة الرئيس التركي تأتي في هذا السياق، وهو سياق وسياسة جديدة عادت بها أمريكا إلى حلفائها التقليديون تركيا ومجلس التعاون الخليجي بعد فتور في عهد أوباما الذي تقارب مع إيران وانجز معها اتفاق لوزان وتركها تتمدد اقليمياً حتى وصلت ذروة صعودها بسقوط صنعاء 2014م الذي هدد الأمن الخليجي، وأضاف د. عبدالستار بأن تركيا والمملكة اكتشفا انهما مستهدفان بتمدد إيران وكما قال ذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف آل سعود ولي العهد -حفظه الله- ، فكانت عاصفة الحزم وكانت درع الفرات، ومن هنا فإن تقارب تركيا والسعودية الاستراتيجي هو دفاع عن متطلبات أمنهما الإقليمي المهدد من قبل ولاية الفقيه قبل أن يكون شيئاً آخر، وقد تقدم الطرفان خطوات لعزل إيران عربياً وإسلامياً في عام 2016م واصبحت تركيا عضواً في التحالف الإسلامي العسكري واشتركت في مناورة رعد الشمال حتى وصلت إدارة ترامب التي تريد مواجهة نفوذ إيران، وهذا التقارب التركي الخليجي الأمريكي جاء متناغماً مع مسار الأطراف الثلاث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وترسخ في حرب تحرير الكويت وتجدد في مبادرة اسطنبول عام 2004م حتى فتح الناتو لأول مرة أول مركز له في الكويت يناير 2017م، ومن هنا فإن هذه الزيارة ربما تمهيد دبلوماسي لعزل إيران أكثر وتقليص نفوذها في اليمن وسوريا والعراق وبيروت ودفعها لتنتقل من حالة اللا دولة إلى الدولة رغباً أو رهباً، وقال: بأن التناغم السعودي التركي تحالف إسلامي عسكري فعلي تاريخي غير مسبوق أعلن عنه ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في 15/5/2015م، ويكاد يشبه هذا الحلف حلف الناتو، ورجح عبدالستار أنه سيكون له دور في انهاء فوضى العلاقة بين الدين والدولة في المنطقة والعالم والتي استغلتها ولاية الفقيه منذ ظهرت في إيران في عام 1979، فقد جعلت ولاية الفقيه من هذه الفوضى أساساً لمليشيات دينية مسلحة منها ما هو عابر للحدود الوطنية كالقاعدة وداعش، ومنها ما هو دون الحدود الوطنية مثل ال 300 مليشيا التابعة للحرس الثوري، مليشيات عبث بها ولاية الفقيه في أربع عواصم عربية وهددت الأمن المحلي والإقليمي والدولي ونشرت الاسلاموفوبيا في الشرق والغرب، وقد تكون فوضى العلاقة الفكرية والعلمية هذه من أكبر أزمات المنطقة، وان نجح التحالف الإسلامي العسكري في عزل إيران عن مكافحة داعش وعزل شيعة المنطقة عن إيران فسينتهي دور ولاية الفقيه تماماً، وذكر بأن سياسة المملكة في إعادة صياغة تحالفاتها عبر إرساء علاقات متعددة ومتوازنة مع القوى الدولية والإقليمية بأنها سياسة عميقة وهي زعيمة العرب وأهم دولة إقليمية، ومن شأن هذا الدور أن تكون المملكة مسؤولة عن الأمن الإقليمي لئلا ينزلق خارج السيطرة، ومن فطنة المملكة أن تحالفاتها دولية بعكس تحالفات ولاية الفقيه مع مليشيات وليس مع دول، وزاد بأن تأسيس مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة في 1981 من بواكير فطنة قادة الخليج العربي لمخاطر ولاية الفقيه، وشدد على أن تقارب المملكة اليوم مع تركيا وهي ثاني أهم دولة اقليمية يعد ثمرة من ثمار هذه السياسة الناضجة الهادئة الهادفة التي تمتعت بها المملكة إذ تصبر على التهديدات الاقليمية صبر البدوي العربي على ثأره لو بعد أربعين سنة حتى إذا ادركه قال استعجلت، وأشار إلى أن المملكة هي حجر الأساس والاستقرار في مناطق الشرق الأوسط، وأول ذلك زيارة الرئيس التركي، ثانياً لو لم تكن حجر أساس الاستقرار لطالتها الفوضى التي طالت دول المنطقة منذ ظهور ولاية الفقيه، ثالثاً لو لم تكن كذلك لما وقفت اليوم على رأس الدول والشعوب ومعها الولاياتالمتحدة ضد ولاية الفقيه التي تواجه اليوم تحديات كبرى لن تخرج منها سالمة، رابعاً استطاعت أن تنهي النزاع العربي العربي وتتزعم العرب في لحظة تاريخية ظن الكثيرون الاّ مكان للعرب في الشرق الجديد فقلبت المملكة الطاولة راساً على عقب، خامساً المملكة حققت اليوم تقارباً عربياً تركياً كردياً نادراً لم يحصل منذ قرون، كفيل بأنهاء حروب المنطقة الأهلية التي اشعلتها ولاية الفقيه، وربما تنجح المملكة وحلفائها والاقليميون والدوليون ليس بتحرير شعوب ودول المنطقة من ولاية الفقيه فحسب، بل تحرير شعوب إيران من نظام قرون وسطي لم يعد له مكان في المستقبل ولكل حادث في هذا حديث.