تكتسب القمة الخليجية الأميركية التي تستضيفها الرياض اليوم الأحد أهمية بالغة في العمل على تعزيز العلاقات الخليجية الأميركية التي تمتد لأكثر من نصف قرن والتي مرت بمحطات دقيقة في تاريخها قبل أن تتوج بقمة كامب ديفيد2015 التي حضرها قادة دول المجلس وخصصت لبحث التهديدات الإيرانية والملف النووي ومكافحة الإرهاب، ثم قمة الرياض 2016 التي حضرها الرئيس الأميركي السابق أوباما، والتي ناقشت تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب والوضع في سوريا واليمن وقضايا المنطقة، ثم قمة الرياض2017 الحالية التي ستأتي تتويجا لهذه الجهود إلى جانب ما سبقها من تحركات ولقاءات ومشاورات بين قادة ومسؤولي دول مجلس التعاون مع القيادة الأميركية بهدف ترسيخ وتعميق أطر التعاون بين دول التعاون وواشنطن وإعادة التوازن الإستراتيجي في المنطقة وتنسيق الجهود وتقريب وجهات النظر حيال الملفات والتحديات التي تشهدها المنطقة والعالم إلى جانب بناء تحالف خليجي أميركي في إطار المصالح المشتركة. وتأتي القمة الخليجية الأميركية اليوم تأكيداً على الدور الكبير الذي تلعبه دول الخليج في دعم الاستقرار والأمن السياسي والاقتصادي في المنطقة، حيث تدرك القيادة الأميركية الجديدة الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الخليج، والدور الفاعل للمملكة في المنطقة لاسيما بعد الانتصارات التي تحققها قوات التحالف بقيادة المملكة في اليمن لإعادة الشرعية، وإعلان الرياض تشكيل التحالف الإسلامي الدولي لمحاربة الإرهاب بمشاركة أكثر من 40 دولة خليجية وعربية وإسلامية، إضافة إلى التقارب الخليجي مع القيادة الأميركية الجديدة تجاه القضايا الرئيسية في المنطقة وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني، ودور طهران في زعزعة الاستقرار في المنطقة إلى جانب التوافق تجاه أهمية مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش وباقي قضايا المنطقة. وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أكد على الدور المحوري لدول مجلس التعاون في تثبيت أسس السلم وركائز الاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي بما لها من مواقف مسؤولة وما تبذله من جهود متواصلة في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه المنطقة والعالم وما تحرص عليه من تعميق الشراكة والتعاون مع الدول الحليفة الفاعلة والمؤثرة، وإرساء للرخاء في المنطقة وتحقيقاً لتنمية وازدهار دولها، موضحاً في كلمته خلال الاجتماع التحضيري للقاء التشاوري السابع عشر لقادة دول المجلس وقمة قادة دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية التي ستعقد في الرياض اليوم، أن هذه القمم تجسد الدور المحوري الذي تقوم به دول المجلس في هذا الصدد. القمة الخليجية الأميركية التي تلتئم اليوم تكتب مسيرة جديدة لنمط مختلف للعلاقات الإستراتيجية بين دول التعاون وواشنطن التي تسعى لمراجعه أولوياتها السياسية في المنطقة وإعادة بناء أرضية مشتركة من التفاهم والتعاون والتحالف مع دول الخليج والشرق الأوسط، وطرح رؤية جديدة حيال قضايا المنطقة للعمل مع الحلفاء على تسويتها وبناء قاعدة قوية من التفاهم والتعاون الجديد.