حرص الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون على القيام أمس بزيارة إلى شمال مالي. وتهدف زيارته إلى الشروع في تنفيذ عدد من الالتزامات التي التزم بها خلال حملته الانتخابية وهي تثمين الدور الذي تقوم به قوات الأمن والجيش الفرنسية في التصدي للإرهاب الذي يُرتكب في فرنسا أو خارجها والعمل على دعم شراكات مع دول أخرى في مقدمتها ألمانيا لمساعدة البلدان النامية ولاسيما الإفريقية على مواجهة الإرهاب من جهة وعلى تعزيز العملية التنموية من جهة أخرى. إذ تعد القاعدة الفرنسية التي تقع في مدينة " غاو" الواقعة في شمال مالي أنها أهم قاعدة عسكرية فرنسية خارج البلاد تُعنى بالمساعدة على مواجهة الإرهاب. وقد تعززت هذه القاعدة في إطار ما يعرف بعملية "برخان" العسكرية التي أطلقتها فرنسا في شهر أغسطس عام 2014 والتي تهدف إلى نشر قرابة أربعة آلاف جندي فرنسي في منطقة الساحل الإفريقي بالتنسيق مع دولها بهدف مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة علما أن 2500 جندي فرنسي ينطلقون من قاعدة "غاو" الواقعة في شمال مالي. وكان ماكرون قد قال خلال حملته الانتخابية إنه سيسعى جاهداً إلى دعم جهود دول منطقة الساحل الإفريقي في مجالي مكافحة الإرهاب وتعزيز التنمية. وعلمت "الرياض" أن هذا الموضوع كان محوراً مهما من محاور محادثات الرئيس الفرنسي في برلين مع المستشارة الألمانية غداة توليه مهامه وأن هناك تنسيقاً فرنسياً ألمانياً على أعلى المستويات لدعم الطرح القائل أن هناك اليوم ضرورة ملحة لدعم بلدان منطقة الساحل الإفريقي على المستوى العالمي لمواجهة الإرهاب وتعزيز التنمية. وسيكون هذا الملف أحد الملفات المطروحة على قمة "مجموعة السبع" في صقلية يومي السادس والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الجاري وقمة "مجموعة العشرين" في مدينة هامبورغ الألمانية يوم السابع من شهر يوليو المقبل. وتضم هذه المجموعة الدول العشرين التي تُعَدُّ عصب الدورة الاقتصادية العالمية ومنها المملكة. وتؤمِّن هذه البلدان قرابة 85 في المائة من الثروات العالمية وتؤوي ثلثي سكان المعمورة.