لا أدري كيف أبدأ اسطري وأرثي أستاذي وأخي الأكبر تركي بن عبدالله السديري -رحمه الله-. أغبط بعض الزملاء الذين خضع لهم الحرف وسبقوني بالحديث عن محاسنه وتذكر أفضاله. لن أزيد على ما ذكره الزملاء والزميلات من داخل مؤسسة اليمامة الصحفية وخارجها. بعد أن عايشوا رجلا عصاميا ومكافحا ساهم في صنع "الرياض" وقادها إلى القمة بموهبته ومهنيته وشخصيته كقائد في منصب رئيس التحرير لأكبر وأهم صحيفة سعودية وعربية مؤثرة. تزداد معرفتك بالفقيد -رحمه الله- كلما كنت في زمالته أقدم وكلما كانت القصص والذكريات معه أكثر. المحرر - وبدون مبالغة ومن تجربة شخصية - يدخل جريدة الرياض وهو أشبه بمن يدخل مدرسة بل جامعة ينمي موهبته الاعلامية ويتعلم منها وفيها الكثير, ويتشرف بأنه خريج جامعة "الرياض" الصحفية, المنبر الاعلامي الكبير الذي تخرج فيه العديد من الصحفيين والكتاب ليكونوا قادة في مواقع اعلامية وصحف أخرى. يتعامل الاستاذ تركي السديري مع الصحفي تماما كما يتعامل المدربون الناجحون مع مواهب كرة القدم, يمنحه الفرصة ويصقل موهبته وينمي قدراته ويزج به في ملعب الإعلام, ويتعامل معه بصرامة ليطور نفسه ويخدم الجريدة, لذا يحرص على انضباطيته ويطبق مبدأ الثواب والعقاب معه. مواقف - الراحل الكبير - كثيرة معي شخصيا ومع الزملاء ومع من هم خارج الوسط الاعلامي, عايشته محررا ثم رئيسا سابقا للقسم الرياضي, قد يختلف معك اليوم ويعود غداً بنفس التقدير واكبر, اكتشفت ان رضاه وتسامحه أضعاف أضعاف غضبه من الخطأ وصاحبه. كان متسامحا حتى مع من يختلف معهم. مهما كان الاختلاف, ما تلبث الأمور أن تعود إلى مجاريها, وسريعاً ما يعيد الوضع لطبيعته. رحم الله الفقيد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته. أعزي نفسي وزملائي وأبنائه وبناته وزوجته وأسرته جميعاً. الحمد لله على ما قضى وقدر.