أكد عادل الجبير وزير الخارجية أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لواشنطن مهدت لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة للمملكة، مؤكداً أن اختيار الرئيس الأميركي للسعودية كأول دولة يزورها خطوة مهمة جداً، كاشفاً عن الدور المهم لبلاده في التحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي. وقال في سؤال ل"الرياض" حول إمكانية دعم الولاياتالمتحدة الأميركية للتحالف الإسلامي المشترك لمكافحة الإرهاب، أكد إن أميركا لها دور كبير في مواجهة التطرف والإرهاب، وهي تتمتع بتقنية عالية ولها خبرات عسكرية كبيرة وعالية وتستطيع تقديم الدعم اللازم، كما أن قيادة التحالف العسكري أبدت تعاونها واستعدادها مع الولاياتالمتحدة وأي دولة أخرى لصالح مهام هذا التحالف. على طهران تغيير سياستها إن أرادت إقامة علاقات طبيعية ووصف الجبير خلال مؤتمر صحفي عقده أمس زيارة ولي ولي العهد إلى واشنطن بالناجحة، كاشفاً أن اجتماعات الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس ترامب امتدت لساعتين، مؤكداً أن هذه الزيارة والشراكة من نتائجها. وبيّن أن الإدارة الأميركية برئاسة ترامب لديها رؤية متوافقة مع رؤية المملكة في مختلف القضايا، داعياً إلى تشكيل هيئة انتقالية في سوريا. وبين الجبير أن الإدارة الأميركية تدرك خطورة السياسة التي تتبعها إيران، قائلاً: إن على طهران تغيير سياستها إن أردات إقامة علاقات طبيعية، مشدداً على أن المملكة في المرتبة الثانية بعد الولاياتالمتحدة في التحالف ضد داعش، مؤكدًا تأييد المملكة إقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية المدنيين وإدخال المساعدات، مستبعدا أي وجود للأسد في مستقبل سوريا بعد أن قتل أكثر من نصف مليون فرد وشرد أكثر من 12 مليونًا. توافق سعودي - أميركي في مختلف القضايا.. والعالم الإسلامي ليس عدواً للغرب وقال: إن المملكة كان لديها قلق من أن الاتفاق مع إيران سيمكنها من السلاح النووي، لكن حصلنا على تطمينات أميركية بأن الاتفاق مع إيران لن يمكنها من السلاح النووي، وأن إدارة ترامب تدرك المخاطر التي تمثلها سياسيات طهران، وإن واشنطن طمأنت الرياض بأن الاتفاق النووي لن يمكن الدولة من التسلح النووي، مشدداً على أن إيران عليها الكف عن سياساتها العدوانية، معتبراً أن الانتخابات الإيرانية شأن داخلي في الدولة، وأن ما يهم المملكة هو أفعال طهران وليس الشخصيات وأقوالهم. وأبان الجبير أن القمة الأميركية العربية التي ستُعقد في المملكة يُتوقع أن يشارك فيها 37 قائدًا وستة رؤساء حكومات، هي أرقام غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين أميركا والعالم الإسلامي، مشيراً إلى أن القمة الأميركية العربية الإسلامية ستشهد كذلك توقيع جملة من الاتفاقيات في المجال السياسي وكذلك "اتفاقيات اقتصادية كبيرة". كما أنه من شأنه فتح صفحة جديدة بين واشنطن والدول العربية والإسلامية. وأشار إلى أن القادة المشاركين في القمة سيفتتحون مركز مكافحة الإرهاب، كما ستعزز الشراكة والعلاقة التاريخية والإستراتيجية بين البلدين. وأعاد التأكيد على أن المملكة تتفق مع رؤية الولاياتالمتحدة الأميركية في أولوية القضاء على الإرهاب والتصدي لسياسات إيران العدوانية ودعمها للإرهاب، والموقف من سوريا والعراق واليمن. وقال وزير الخارجية إن القمة الإسلامية الأميركية التي ستعقد في الرياض هي مؤشر واضح على أن الطرفين يرغبان في انتقال الحوار إلى حوار شراكة وحوار إيجابي، مشيراً إلى أن هذه القمة ستكون حدثاً تاريخياً مهماً يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الدول العربية والإسلامية من جهة والولاياتالمتحدة والغرب بشكل عام. ووصف الجبير القمم الثلاث المرتقبة بالتاريخية والأولى من نوعها، وستعزز التعاون بين الدول المشاركة خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، من خلال تأسيس مؤسسة أمنية في المنطقة للتصدي للتحديات. وأضاف الجبير أن المملكة تنظر إلى أفعال إيران، مستبعدًا الحديث عن وجود علاقات سعودية إيرانية في الوقت الحالي خاصة مع استمرار إيران في تصرفاتها العدائية ضد دول المنطقة. وقال الجبير إن اختيار ترامب للسعودية لتكون أول محطة في أول زيارة خارجية له يدل على مكانة المملكة القوية في العالم، مؤكداً على تتطابق رؤية واشنطن تحت إدارة ترامب مع رؤية الرياض في مختلف القضايا، معرباً عن تفاؤله بعلاقة الدولتين في ظل رئاسة ترامب، كما أنها ستفتح حواراً بين أميركا والعالم الإسلامي، وستوضح رسالة للغرب تفيد بأن العالم الإسلامي ليس عدواً. وشدد الجبير على أن التباين في العلاقات السعودية الأميركية كان خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وأن العلاقة الآن تشهد تطورات إيجابية في ظل رئاسة ترامب، وأن واشنطن وفرت للمملكة العديد من المعدات العسكرية، كما أن هناك الآن توافق على زيادة الاستثمار بين الدولتين. وشدد الجبير على أنّ الضربة العسكرية الأميركية في سوريا دليل على جدية إدارة ترامب في مكافحة الإرهاب، متوقعاً أن تنقل زيارة ترامب القادمة العلاقات بين واشنطن مع كل من السعودية ودول مجلس التعاون والدول الإسلامية إلى أفق جديدة، مؤكداً إطلاق مركز لمكافحة الإرهاب في ختام القمة.