شهد الطلب المحلي على وقود النقل الأول بالمملكة وهو البنزين، ارتفاعا ملحوظا في شهر مارس الماضي ليرتفع من 577 ألف برميل باليوم في شهر مارس 2016، إلى حوالي 617 ألف برميل باليوم في شهر مارس 2017. أوضح ذلك ل"الرياض" د سليمان بن صالح الخطاف، مدير مركز التكرير والبتروكيماويات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، الذي أكد أن هذا الاستهلاك بلا شك كبير لدولة عدد سكانها 31 مليون نسمة، وبحاجة إلى دراسة الأسباب التي أدت إلى أن تصبح المملكة ثامن أكبر مستهلك للبنزين بالعالم، وتسبق دول يبلغ عدد سكانها أضعافاً مضاعفة لسكان المملكة وأشار د. الخطاف إلى أن استهلاك 617 ألف برميل باليوم للبنزين بشهر مارس الماضي، هو أعلى استهلاك بتاريخ المملكة على الإطلاق، وارتفع استهلاك وقود الطائرات بين شهري مارس 2016 و2017م بحوالي 8 آلاف برميل باليوم وهى زيادة تشير إلى زيادة حركة الطيران بالمملكة. انخفاض ملحوظ لاستهلاك النفط مبيناً أن الربع الأول للعام الحالي 2017 شهد انخفاضا ملحوظا لاستهلاك المملكة للنفط، وبحسب تقرير أوبك الأخير فلقد انخفض الاستهلاك المحلى بحوالى 120 ألف برميل باليوم عن مستويات الربع الأول لعام 2016، وكانت المملكة قد استهلكت حوالى 2.2 مليون باليوم بالربع الأول للعام الماضى، وبذلك ينخفض استهلاك المملكة لهذا الربع إلى 2.08 مليون برميل باليوم وهى أرقام إيجابية، مضيفاً أن استهلاك المملكة بالربع الأول لعام 2015 كان حوالى 2.13 مليون برميل باليوم وفى الربع الأول لعام 2014 وصل الاستهلاك إلى 2.055 مليون برميل باليوم، وبهذا التراجع في الاستهلاك يصبح ترتيب المملكة العالمى باستهلاك النفط في المرتبة العاشرة بعد أميركا والصين وروسيا والهند واليابان وكندا والبرازيل وألمانيا وكوريا الجنوبية. وأضاف د. الخطاف أن انخفاض استهلاك المملكة للنفط بشهر مارس الماضى كان ملفتا للنظر، بحيث وصل الاستهلاك إلى 2.13 مليون برميل باليوم، وهذا يعنى أن الاستهلاك قد انخفض بحوالى 240 ألف برميل باليوم مقارنة بشهر مارس 2016 عندما كان الاستهلاك آنذاك 2.37 مليون برميل باليوم، أى أن الانخفاض باستهلاك النفط بشهر مارس قد وصل إلى 10%. انخفاض الحرق المباشر للنفط وأشار د. الخطاف أن الانخفاض بالحرق المباشر للنفط الخام، أحد أهم أسباب هذا التراجع بالاستهلاك إذ انخفض حرق الخام بشهر مارس لتوليد الكهرباء بحوالي 90 ألف برميل باليوم ليصل إلى حوالي 310 آلاف برميل مقارنة ب400 ألف برميل باليوم بشهر مارس 2016م. الجدير بالذكر أنه قد تم حرق 377 ألف برميل من الخام يوميا فى شهر مارس من عام 2012، وهذا يعنى أن سياسة المملكة واضحة بالتخلى عن حرق الخام لتوليد الكهرباء وهى سياسة مثمرة وناجحة بيئيا واقتصاديا، ولقد انخفض أيضا استهلاك زيت الوقود بشهر مارس 2017 بحوالي 22% ليسجل 421 ألف برميل باليوم نتيجة الطقس المعتدل والذى خفف الطلب على التكييف. وأما الديزل فلقد انخفض أيضا بحوالي 15% ليسجل قاعا جديدة لم يصلها منذ عدة أعوام. والحقيقة أن خفض المملكة استهلاك الخام وزيت الوقود والديزل قد يرجع بشكل رئيس إلى تغير فى إستراتيجيات توليد الكهرباء وهى الاعتماد على الغاز الطبيعى بصورة أكثر من هذه السوائل. وبحسب تقرير أوبك فلقد ارتفع استهلاك الغاز الطبيعى فى توليد الكهرباء نتيجة لبدء إنتاج الغاز من حقل واسط. تخفيض إنتاج النفط واختتم د. الخطاف تصريحه بأن إنتاج المملكة من النفط فى شهر مارس الماضي وصل إلى حوالي 9.95 ملايين برميل باليوم بينما كان معدل إنتاج المملكة للنفط فى عام 2016م حوالي 10.5 ملايين برميل باليوم، وهذا يعنى أن المملكة قد خفضت إنتاجها بأكثر من نصف مليون برميل امتثالا لاتفاق أوبك لخفض الإنتاج ولرفع أسعار النفط. ويجب التنبيه إلى أن خفض الاستهلاك المحلي يصب فى مصلحة صادرات المملكة من النفط الخام وسيعود ذلك بالنفع على المواطن. ولقد وصلت نسبة استهلاك البنزين ووقود الكهرباء بالاستهلاك المحلى للنفط إلى حوالي 70% وهى نسبة يمكن خفضها باعتماد وسائل النقل الجماعى والطاقة المتجددة والغاز الطبيعى بتوليد الكهرباء. د. سليمان الخطاف