انخفض استهلاك المملكة للنفط المحلي خلال يناير من العالم الجاري بحوالي 200 الف برميل باليوم أو ما ما يعادل 9%مقارنة بشهر يناير 2016، حيث استهلكت في يناير 2016 حوالي 2.15 مليون برميل باليوم مقابل 1.95 مليون برميل في مطلع هذا العام، وهو يعادل استهلاك المملكة في يناير 2013 أي قبل 4 سنوات. أوضح ذلك ل"الرياض" د. سليمان صالح الخطاف مدير مركز التميز البحثب للتكرير والبتروكيماويات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، واضاف أن هذه المرة الأولى التى ينخفض استهلاك المملكة للنفط تحت 2 مليون برميل باليوم منذ مارس 2013، ويعد هذا انجازا كبيرا لسياسة ترشيد استهلاك الطاقة بالمملكة والتب تبذل جهودا كبيرة لكبح جماح الارتفاع الهائل باستهلاك المملكة للنفط. وأضاف د. الخطاف أن المملكة أضحت في شهر يناير أقل استهلاكا من دول كثيرة كانت تأتي خلف المملكة باستهلاك النفط مثل المانيا والبرازيل وكوريا الجنويية والتى تخطى استهلاك كل دولة منها 2.2 مليون برميل باليوم بشهر يتاير2017. وأشار إلى أن بيانات جودى أوضحت انخفض استهلاك المملكة لوقود الديزل ما بين شهر يناير 2016 ويناير 2017 بحوالي 130 الف برميل باليوم، وهو الاقل منذ يناير 2011م وانخفض ايضا استهلاك البنزين لنفس الفترة بحوالي 50 ألف برميل باليوم وانخفض عن شهر ديسمبر 2016 برميل 15 ألف برميل. وهذا يعنى ان الاستهلاك المحلى للبنزين يمضى فى مسار منخفض رغم الزيادة بعدد السكان، وللمقارنة فلقد وصل استهلاك المملكة فى يناير 2017م للبنزين والديزل معا الى حوالى 1.1 مليون برميل باليوم مقابل 1.3 مليون برميل باليوم فى يناير 2016م وهو انخفاض يعادل 15.4%. مضيفاً أن الحرق المباشر للنفط لتوليد الكهرباء كان نصيبه من الانخفاض 40 الف برميل باليوم ليصل الحرق فى يناير 2017م الى 250 الف برميل باليوم وهو الاقل منذ ابريل 2009. مؤكداً ان سياسة خفض الحرق المباشر للنفط الخام مع كل ما يحتويه من شوائب ملوثة للبيئة هى خطوة رائدة في الاتجاه الصحيح للتقليل من تلوث البيئة وللاستفادة بشكل افضل من النفط الخام كتحويله الى مشتقات عالية الجودة او بتروكيماويات بدلا حرقه لتوليد الكهرباء. ولاشك ان الغاز الطبيعى يعد مصدرا افضل للبيئة واكثر فاعلية بتوليد الكهرباء، ويبقى المزيج الامثل لتوليد الكهرباء عبارة عن خليط من الغاز الطبيعى والطاقة المتجددة وزيت الوقود الخالي من الكبريت. وفى نظرة سريعة مقارنة بعدد من الدول نجد ان المملكة تأتى فى مقدمة دول العالم بتخفيض استهلاك النفط فى شهر يناير 2017م مقارنة بشهر يناير 2016م. بالإضافة إلى تقدم دول الخليج مثل قطر والكويت بشكل كبير بنمو الطلب على النفط وحتى العراق يتقدم بخطى سريعة بنمو الطلب على النفط واستهلكت بشهر يناير الماضى حوالى 0.75 مليون برميل باليوم بعد ان كان استهلاكها نصف مليون برميل بشهر يناير 2010. ونلاحظ أن أكبر دولة مستهكة للنفط بالعالم رفعت طلبها بحوالي 3% ولكن المفاجأة كانت بفرنسا والمانيا اللتين شهدتا ارتفاعات كبيرة بنمو الطلب على النفط. انخفض طلب المملكة بحوالي 9% ليسجل رقما قياسيا بتاريخ المملكة وهذا نتيجة سياسات حكيمة تم اتخاذها وتطبيقها فى قطاع الطاقة ولا سيما وأن الاستهلاك المحلي للنفط أصبح يقتطع جزءا لا بأس به من الإنتاج، وهو ما سيؤثر على التصدير بالمستقبل ان استمر بالنمو، والحقيقة أن كبح جماح الاستهلاك سيفيد المملكة كثيرا فيما لوتم تطبيق ضريبة الكربون بالمستقبل القريب. وقال د. الخطاف "إن إعلان المملكة على التوجه إلى بدائل الطاقة لتوليد الكهرباء سيساهم بتوفير كميات كبيرة من النفط للتصدير وأما التوسع في وسائل النقل العام من قطارات وغيرها سيكون الحل الأمثل لخفض استهلاك البنزين والديزل وخفض الكربون معهما". د. سليمان الخطاف