أقيمت على مسرح الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمقر جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية النسائية (عون) ببريدة صباح يوم أمس الأربعاء ندوةٍ فكريةٍ هامة بعنوان (دور المرأة في مكافحة التطرف والإرهاب) على شرف حرم سمو أمير منطقة القصيم سمو الأميرة عبير بنت سلمان المنديل رئيسة اللجنة النسائية التنموية بالقصيم الرئيسة الفخرية لجمعية (عون). ولدى وصول سمو الأميرة عبير عزف السلام الملكي ثم بدأت فعاليات الندوة بآيات عطرة على إثرها ألقت الأميرة عبير كلمة تحدثت خلالها عن أهمية الأمن بمفهومه الشامل كأحد الركائز الأساسية لحياة الفرد والمجتمع الذي لايستطيع أن يمارس النهوض والتنمية والعيش باستقرار في غياب الأمن ، وأن المجتمع السعودي الذي نشأ على الفطرة السليمة تعلم أن دينه الإسلامي الحنيف هو دين الحضارة والإنسانية والتسامح . وأضافت: لتحقيق تطلعات ولاة الأمر - حفظهم الله - يجب أن يكون لكل فرد منا دور إيجابي نتصدى من خلاله لكل ما يهدد أمن الوطن ، وأن يكون له دور فعال في مكافحة آفة الإرهاب وخاصة المرأة كأم وأخت وزوجة وإبنة هي عماد الأسرة والنبع الصافي الذي يسقي الأبناء حب الوطن منذ التنشئة الأولى وهي معلمة الأجيال التي تزرع فيهم عقيدة الولاء والإنتماء وتحميهم من الفكر الضال المنحرف. واستطردت الأميرة عبير قائلة: وانطلاقا من القاعدة التي أرساها الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وهي أن المواطن هو رجل الأمن الأول يجب أن يكون كل منا رجل أمن غيور على وطنه لننعم جميعا بالأمن والإستقرار والرخاء ، ومن إحقاق الحق أن نشيد بجهود وزارة الداخلية ومركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية وكلية نايف للأمن الوطني وهي الجهات التي تقوم بجهود جبارة ورؤية وطنية شاملة وواعية لحماية وطننا من الإرهاب واجتثاثه من حياتنا. واختتمت الأميرة عبير كلمتها بأنه من الضروري أن يكون لكل منا دور يؤديه من خلال موقعه لمواجهة الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل الممكنة فهو من أخطر التحديات التي نواجهها لحماية شبابنا ومكتسباتنا من الإنحرافات الفكرية الهدامة التي تسعى الفئة الضالة لغرسها في عقول البعض. إثر ذلك أقيمت لوحة إنشادية عن مكافحة الإرهاب لطالبات الإبتدائية الخامسة والأربعون ببريدة فمشاركة من كلية نايف للأمن الوطني ثم أوبريت شموخ وطن قامت بأداءه مجموعة من طالبات الثانوية الخامسة عشرة ببريدة. بعد ذلك بدأت الفعالية الرئيسية وهي جلسة حوارية بعنوان (دور المرأة في صناعة الجيل الصالح المحب لدينة ووطنه) برئاسة د.هدى الغفيص الأستاذ المشارك بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة القصيم التي أدارت دفة الحوار، بمشاركة د. عفاف محمد الراشد الأستاذة المساعدة بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم، و د. ليلى العوفي الأستاذة المساعدة في السنة وعلومها بكلية العلوم والآداب بعنيزة. واشتملت محاور الندوة على عدد من النقاط المهمة كالحديث عن جهود ولاة الأمر في مكافحة الإرهاب ، وجهود واهتمامات وزارة الداخلية في مجال مكافحة الإرهاب ورعاية أسر الشهداء ، والتأكيد على دور المراة في أهمية الوطن وضرورة المحافظة عليه دينيا ووطنيا ، ودورها في مكافحة الإرهاب والفكر الضال وغرس الولاء والإنتماء وحب الوطن لدى الأسرة ، ودور المرأة في الإنتباه الشديد لتصرفات الأبناء وخاصة في مرحلة الشباب ، ودور المرأة في حماية أفراد أسرتها من وسائل الأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. بينما تنوعت أهداف الندوة بين دعم جهود الدولة لمكافحة الإرهاب وحماية أفراد الأسرة من الإنحرافات الفكرية ، وحماية الأبناء من الضغوط النفسية والتوترات التي يتعرضون لها وجرفهم نحو تيارات الفكر الضال ، تكوين ظهير مجتمعي يساند الحكومة في مكافحة الإرهاب ، تطوير وتفعيل وإبراز دور المرأة ضده والتوعية بمخاطره وآثاره السلبية على الجميع والعمل المؤسسي لكافحته وتوعية المواطنين من خطره. وفي ختام فعاليات الندوة كرمت الأميرة عبيرة عدد من أسر شهداء الواجب والمحاضِرات الندوة والرعاة كلية الأمير نايف للأمن الوطني الراعي الذهبي ومركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية والراعي الإعلامي قناة 24 بالتلفزيون السعودي والجهات المتعاونة إمارة منطقة القصيم وفرع وزارة العمل وقناة 24 والإخبارية والداعمين والمشاركين. هذا وقد صاحب الندوة إقامة معرض للتعريف بمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية وعرض لوحات عن الولاء للوطن ومكافحة الإرهاب ورسم مباشر بالإضافة لتشكيلية مشاركة من المدرستين الرابعة والخمسون الإبتدائية والمدرسة الخامسة عشر الثانوية للبنات. من جهة أخرى وبشعار (كُلنا للوطن ولاء وانتماء ووفاء لأن وطننا عزنا وفخرنا )، أكدت الأستاذة لولوة سليمان النغيمشي رئيسة مجلس إدارة جمعية الملك عبدالعزيز النسائية الخيرية (عون) أن الأمن والأمان يعتبر من أهم مقومات ومتطلبات الحياة المستقرة ، ولذلك تسعى الدول لتحقيقه لاستمرارية تنميتها وتقدمها ، ولا يتحقق ذلك إلا في وجود الأمن بمعناه الشمولي. وقالت أن المسؤولية الأمنية لم تعد تقع على عاتق رجال الأمن فقد بل هى مسؤولياتنا جميعاً فكلنا حماة للوطن ، ويجب أن نقضي على ظاهرة الإرهاب والتطرف التي تتنافى مع تعاليم ديننا ، دين التسامح ، والتي يتخذها أصحاب الأفكار الهدامة وسيلة للقضاء على الرخاء والنماء وقتل الأبرياء وتحقيق الأمن الفكري يعتبر ضرورة مُلحة لحماية النشء وتحصين الشباب ضد الغزو الفكري المنحرف ليغرر بهم من خلال غرس الأفكار المتطرفة في عقولهم ، ولذلك فإن مملكتنا تصدت لهذه الظاهرة ووضعت على عاتقها وبكل الوسائل وبكافة الإمكانيات للقضاء على الارهاب بكافة أشكاله ، ويأتي دور مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية مفخرة للمملكة ، فهو يعالج مشكلات بعض الشباب الذين غرر بهم وحادوا عن الطريق الصواب واحتواؤهم ومناصحتهم، ليكون هذا المركز عونًا لهم في تصحيح مفاهيمهم الخاطئة والأفكار المضللة التي اكتسبوها من الفئة الضالة المنحرفة، في علاج التطرف والقضاء على الإرهاب. وثمنت في الوقت نفسه المبادرة التي اطلقها سمو أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بعنوان ( معاً ضد الإرهاب والفكر الضال ) والتي تأتي من خلال رؤية وطنية شاملة وتؤكد على ضرورة المحافظة على الوطن وأمنه ومكتسباته ، وكلنا ندرك بأن امن وطننا الغالي أمانة في أعناقنا. واختتمت النغيمشي تصريحا بالدعاء أن يحفظ الله وطننا في ظل قيادتنا الرشيدة و بتلاحم أبناء شعبنا الواعي الأصيل.