حياة بسيطة بدون تكلف أهل البادية دائماً بعيدون عن صخب المدن وما يحدث فيها من إزعاج وضوضاء، ويعيشون أجمل اللحظات وأسعدها وهم يرحلون من مكان إلى آخر بحثاً عن العشب وموارد المياه لمواشيهم وفي وصف جميل لهذا المشهد يقول الشاعر فهيد المجماج: لا والله إلا شدّوا البدو نجاع كلٍ هدم مبناه وارتد زمله شدّ الشديد وقربوا كل مطواع وراعي المودة فرّق البين شمله غدا لهم دون الرفيعة تمزّاع كل بغا دربٍ عزل وانقسم له وابكرتاه اللي غدت بين الاقطاع وابعد دورتها على اللي جهم له ونجد أن حياة أهل البادية حياة بسيطة بدون تكلف، فهم يعيشون أبسط الحياة، ويستخدمون أسهل الأدوات، وبالرغم من قساوة الصحراء، وطبيعتها الصعبة، وظروفها المناخية المتقلبة في كل الفصول ومع هذا تحلا لهم الحياة والاستمتاع بهذه الطبيعة القاسية، وفي هذا الاتجاه صوّر لنا الشاعر عبدالله حميْر الدوسري حياة البدو ومشاعر تلك السعادة التي يعيشونها أبناء الصحراء وما يواجهونه فيها وذلك بقوله: يا زين شوف بيوتهم في الحمادي في قفر جوب توّ نبته زماليق يتلون ذيدانٍ تجوب الريادي ترعى بتاويل وزهر مفاليق في حومة نسيمها كالزبادي هذي الحياة اللي عليها تشافيق تفريج هم مع سعادة أفوادي ولحياة البادية ذكريات جميلة لها وقع رنان في حياة من زاولها وعاناها وتلذذ بها يقول الشاعر سليمان الهويدي: سقا الله ليال ماضية قبل هدم السور نحفر العدود ونشرب الماء من الشنه على الماء تشوف بيوتهم كنهن القور كثير القبايل تقطن العد بالكنه على البال ذكراها ياليت الليالي دور ياليت الليالي ما خذنه يجيبنه تذكرت شيبان لنا يوم حنا بزور يحثونا بالطيب والفرض والسنة فقدنا حياة البدو مع شوفة المظهور ولا عاد به بدو ولا الطرش له حنه ويتميز البدو في مجتمعهم بالنخوة ، والروح الطيّبة، ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج، والاحتفاء به مهما كانت الظروف والصعوبات.. ومجالسهم دائماً عامرة بالطيب وشبّة النار والقهوة العربية كما يقول الشيخ تركي بن حميد عن مشاعره وعشقه للعادات الطيبة وولعه بها قائلاً: النجر طق وجاذبٍ كل مرّار مالفه اللفاف من دون جاره في ربعةٍ ماهي بتحجب عن الجار لامن ولد اللاش ما شب ناره فالضيف له مكانة كبيرة وعالية عند البدو وهم خير من يحسنون استقباله وملاطفته بأجمل العبارات وأصدق الأفعال، وبيوتهم مفتوحة في كل الأوقات، ونارهم مشبوبة، وقبل ذلك قلوبهم تسعد بقدوم الضيوف وباستقبالهم وهذا أمر من صفات البدو وما قد جبلوا عليه من حب الخير والكرم والمروة، والشهامة والشجاعة، ومن عاداتهم المشرّفة، والخصال النبيلة كما يقول الشاعر عبدالله نومان الحربي وهي من القصائد المشهورة في وصف الكرم، والعادات الطيّبة: ربيع قلبي شوفة الغانميني لى جو مساييرٍ وبالبيت خطار عساك ياللي تكره المقبليني بالفقر بالدنيا وإلى مت بالنار وقبل الختام نقتطف هذه الأبيات للشاعر عبدالله محمد الأكلبي مما قاله في الحث على التمسك بتراث الآباء والأجداد، وذكر جمال البداوة، وبيت الشَّعر ما يحتويه من أدوات تراثية وذلك بقوله: هذا تراث أجدادنا ونسل الاحرار وبيت الشَّعر مبني وشداد وزوالي وصوت الرحى والبُر صوته ليا ندار والقربه مدبوغه وماها زلالي بداوة الاجداد وافين الاشبار والحمل ينقل في ظهور الجمالي وأنا بدوي ومولع بمشي الاقفار وأرعى الإبل في روض ممطر وخالي بالبشاشة يستقبل الضيف لحظة وصوله