أظهر استطلاع موسع للرأي احتفاظ المرشح إيمانويل ماكرون بتقدم واضح بواقع 18 نقطة على زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" مارين لوبان. وأظهر الاستطلاع تراجع التقدم الذي حققه ماكرون بواقع ست نقاط عن الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في 23 أبريل الماضي. وباستثناء الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم بعد، ذكر 59 بالمئة من هؤلاء الذين تم استطلاع آرائهم في أحدث استطلاع رأي أنهم من المرجح بدرجة أكثر أن يصوتوا لصالح ماكرون في الجولة النهائية الحاسمة التي تجرى في السابع من مايو، مقابل 41 بالمئة للوبان. من جانبها قالت مارين لوبان: إنها في وضع أفضل من منافسها إيمانويل ماكرون للدفاع عن مصالح فرنسا في عالم وصفته بعالم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتأمل لوبان التي تنتقد العولمة بلا قيود الاستفادة من النزعة القومية المناهضة للمؤسسات السياسية القائمة التي دفعت بترامب إلى البيت الأبيض ودفعت الناخبين البريطانيين للموافقة على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وأن تصبح أول امرأة على رأس فرنسا. وتصف لوبان ماكرون بأنه صنيعة البنوك والنخبة. وقالت في مقابلة: "أعتقد أنني في أفضل وضع لمخاطبة هذا العالم الجديد الناشئ، مخاطبة روسيا بوتين وأميركا ترامب ومخاطبة بريطانيا رئيسة الوزراء تيريزا ماي، والهند رئيس الوزراء ناريندرا مودي". وأضافت أن ذلك يرجع إلى أن "هذه الدول كلها بدأت تدير ظهورها لفكر التجارة الحرة والمنافسة وإضعاف الحماية الاجتماعية". وقالت لرويترز في مقر حملتها الانتخابية: "لذلك أشعر أنني أكثر اتفاقا مع فلسفتهم السياسية من فلسفة (المستشارة الألمانية أنجيلا) ميركل". وتقول بريطانيا: إنها ما زالت من المدافعين عن التجارة الحرة رغم قرار الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. أما ترامب فقال: إنه يريد أن تكون الاتفاقات التجارية في صالح الولاياتالمتحدة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن لوبان تدخل الجولة الثانية من الانتخابات يوم الأحد وهي خلف منافسها بفارق كبير. وفي حين تلقى سياساتها الاقتصادية ومناهضتها للاتحاد الأوروبي صدى بين العمال في المناطق ذات الدخل المنخفض فهي تواجه صعوبات في الحصول على الدعم في المدن الكبرى بفرنسا. ويصفها ماكرون بأنها زعيمة غوغائية ووريثة حزب تربت في قصر ولا تتمتع بخبرة خارج أفكار اليمين المتطرف. وسيقود الفائز في الجولة الثانية من الانتخابات دولة أساسية من دول الاتحاد الأوروبي عضو في حلف شمال الأطلسي وعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وصاحبة ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. وقبل أيام قليلة على الجولة الثانية والحاسمة لانتخابات الرئاسة الفرنسية، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تمنيها فوز المرشح المستقل إيمانويل ماكرون في الانتخابات. وقالت ميركل في تصريحات صحفية: "نجاحه سيكون إشارة إيجابية للتيار السياسي الوسطي الذي نسعى لإبقائه قويا هنا في ألمانيا". وذكرت ميركل أن القرار في النهاية للناخبين الفرنسيين، موضحة أنها بالطبع لا تريد التدخل في هذا القرار، وقالت: "لكني سأسعد إذا فاز إمانويل ماكرون، لأنه يدعم بمثابرة سياسة موالية لأوروبا".