لماذا ينادي المهتمون بالبيئة بتجنب أسلوب حرق النفايات الخطرة، وما هي المحاذير التي يرون أنها تستوجب التوجه إلى تقنيات أخرى صديقة للبيئة؟ حقيقة لم تكن تلك المناشدة من المهتمين بأمر البيئة سوى صرخة حاولوا أن يطلقوها مدوية بغية تجنب أسلوب الأخطاء أو التقصير في تنفيذه أو الجهل بطريقة عمله سيكون مكلفاً ومدمراً، فيما يرى آخرون أن أسلوب الإدارة في المنطقة العربية إجمالاً خاصة في مسألة النفايات الخطرة لا يرقى إلى الحد الذي يمكن من خلاله حرق النفايات بشكل تطمئن إليه القلوب. وتبدو تخوفات الناشطين في مجال البيئة مشروعة في ظل الآلية المعقدة للحرق، سقف المتطلبات العالي الذي يصعب في كثير من الأحيان تطبيقه، ومراقبته، فعملية حرق النفايات تبدو عملية معقدة، يجب أن تدار باحتراف كبير، ترافقها كثير من المحاذير التي يجب أن تحد من مخاطر تسرب الغازات بشكل قد يدمر البيئة ويضر بالإنسان، فكيف تتم عمليات حرق النفايات؟ يجب أن يعتمد القرار المناسب باستخدام المحارق في التخلص من نفايات خطرة، على دراسة تفصيلية تتضمن حجم النفايات المطلوب التخلص منها وطبيعتها الفيزيائية والكيميائية والخيارات الممكنة الأخرى للتخلص منها قبل اللجوء إلى هذه الطريقة فضلا عن تحديد شروط ومواصفات تصميم وتشغيل المحرقة والإجراءات المطلوبة للحماية وتخفيف الانبعاثات الملوثة مع المراقبة المستمرة عليها وكذلك الإجراءات المطلوبة للسيطرة على عملية الحرق حفاظا على الصحة العامة والبيئة: عادة ما تتم المعالجة للانبعاثات الغازية الناجمة عن عملية الحرق على مرحلتين: الأولى إزالة الغبار والرماد المتطاير، والثانية المعالجة بمواد قلوية لتعديل الغازات الحمضية والحيلولة دون انطلاق الديوكسينات و الفيورونات، ويتطلب جمع المياه العادمة الناتجة عن عملية الغسيل هذه وتطبق عليها معالجة كيميائية مناسبة بنزع الأحماض والأملاح المترسبة وغير المتحللة المرافقة لها والتخلص من الراسب بالدفن الأمن المناسب بعد تجفيفه. أما بالنسبة للرماد الجاف الناتج عن عملية الحرق والذي يتضمن المواد المتبقية من النفاية غير القابلة للحرق كالمعادن الثقيلة وغيرها فينبغي جمعه والتخلص منه في المرادم الآمنة المخصصة للتخلص من النفايات الخطرة. وكذلك يشترط أن يكون موقع إنشاء المحرقة بعيدا عن التجمعات السكنية بمسافة لا تقل عن (5 كم) وعن أي نشاط خدمي واقتصادي بمسافة (1 كم) وكذلك عن مصادر المياه السطحية والجوفية وفقا للدراسة الهيدرولوجية المناسبة للموقع ووقوعه في الجهة المناسبة لاتجاه الريح حتى لا تصل الملوثات إلى التجمعات السكنية والنشاطات الأخرى فضلا عن تأمين مساحات كافية كمستودعات معزولة لتخزين النفايات المتجمعة قبل الحرق مع توفر الحماية اللازمة وتأمين الطرق اللازمة لدخول وخروج الآليات وتصميم وتحديد ارتفاع المدخنة بالشكل المناسب لتقليل التأثير على التجمعات السكانية القريبة.