( لكل فعل رد فعل)، كلنا نعلم أنه قانون نيوتن الثالث وكثير منّا يحفظه منذ الصغر. لكن من يعقله في حياته؟ عندما نفكر مليًا بالأمر نجد أن كل شيء بالحياة متمركز على هذا القانون. قبل مهاجمة أي شخص ارتكب أمرًا.. ألم نفكر بخلفية الموضوع؟ لما قام به؟ ما الهدف؟ هل هو رد فعل لأمر معيّن في حياته؟ هنا نصل لنقطة وهي (اعرف خلفية موضوع كل شخص قبل مهاجمته)! لما قتل فلان أخاه؟ لما سرق فلان؟ لماذا هذه الفتاة معنّفة؟ لماذا هربت الفتاة؟ باستثناء الفعل هل هو صائب أم خاطئ، لنجعل لكل شخص عذره! أخرج أبو داوود في سننه:عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله (كم نعفو عن الخدم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام، فصمت، فلما كانت الثالثة فقال: (اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة!) حديث حسّنه ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (341/3) وصححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود (5164) *وهناك مقولة -جعفر بن محمد- حيث قال: (إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبته وإلا فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه) أخرجه الإمام البيهقي بسنده في شعب الإيمان (323/6) إلى قائله جعفر بن محمد، أخرجه ابن عبد الله إلى محمد بن سيرين في كتابه بهجة المجالس. الآن، هل فتحت عقلك لما يدور في عقول الناس قبل أفعالهم؟ هل مشاعرك تكون مثل مشاعرهم وقت الظرف؟ مهما تساوى بشران في المكان فالظروف تختلف والعقول تختلف والبيئة تختلف.. ورد الفعل يختلف! كما قال نيوتن: (لكل فعل رد فعل مخالف) سقط الوعاء فانكسرت الأرضية، سقط الوعاء فانكسر الوعاء.